أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن الخلافات بين الرياض وواشنطن هي «خلافات تكتيكية، وليست خلافات على الأهداف في شأن ما يجري في سورية» مضيفاً: «نحن متفقون على أنه لا مكان لبشار الأسد في سورية، وهذا هدف مشترك، أما ما يتعلق بالخلافات فهي لدينا خلافات تكتيكية، وليست ليست لدينا أي خلافات حول الأهداف». وقال الفيصل رداً على سؤال حول الدور السعودي في الأزمة السورية - خلال المؤتمر الصحافي مع نظيره الأميركي أمس - أن «هناك أكثر من 140 ألف قتيل في سورية، وأكثر من مليوني لاجئ، وهي أكبر كارثة إنسانية يشهدها العالم اليوم، والمشاركة في وقف القتل هي خيار أخلاقي بأن يكون هناك تدخل أم لا؟ وهل نسمح بما يجري أن يستمر؟ وسورية جزء من الثقافة العالمية، وما يجري موت للثقافة، وإذا لم تتحرك القيم الإنسانية في هذا الوقت فمتى ستتحرك؟ والعالم منذ ثلاثة أعوام يشاهد المأساة في سورية من دون مبالاة». وأضاف: «سورية اليوم هي أرض محتلة من إيران، وهي تشارك فيها مع طرف ضد آخر، وإيران حالياً في مكان اختبار لحسن نواياها مع العالم، ويجب أن تخرج من سورية وحليفها حزب الله اللبناني كذلك». وفي ما يتعلق بحضور المعارضة السورية لاجتماع جنيف2، أوضح الفيصل أن «هناك حواراً بين السوريين أنفسهم اليوم حول المشاركة في جنيف2 من عدمها، وإن لم يحضروا إلى جنيف فإن المؤتمر لا فائدة منه، وإن حضورهم سيرسخ أنهم هم الذين أعطوا الفرصة للسلام، وجنيف لن ينجح من دونهم». علاقاتنا مع أميركا قائمة على الاحترام أكد وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أن العلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة الأميركية تقوم على الاستقلالية والاحترام المتبادل وخدمة المصالح المشتركة بين البلدين، والتعاون البناء في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية، خدمة للأمن والسلم الدوليين، موضحاً أن رفض المملكة قبول عضوية غير دائمة في مجلس الأمن لا يعني انسحابها من الأممالمتحدة. وقال: «إن العلاقات الحقيقية بين الأصدقاء لا تقوم على المجاملة، بل ترتكز على الصراحة والمكاشفة بين الطرفين وطرح وجهات النظر بكل شفافية، ومن هذا المنظور فمن غير المستغرب أن تشهد الرؤى والسياسات نقاط التقاء واختلاف، وهو أمر طبيعي في أي علاقة جادة تبحث في القضايا كافة، وتطرح مختلف وجهات النظر وتسعى إلى معالجتها من خلال الحوار المتواصل بين البلدين، وعلى المستويات كافة، وذلك بغية الوصول إلى منظور مشترك ينعكس إيجاباً على حلحلة القضايا وانفراجها». وأضاف في بيان تلاه في بداية المؤتمر الصحافي: «أود في هذا الصدد أن أشير إلى التحليلات والتعليقات والتسريبات التي أسهبت أخيراً في الحديث عن العلاقات السعودية - الأميركية، وذهبت إلى حد وصفها بالتدهور، ومرورها بالمرحلة الحرجة والدراماتيكية»، مشيراً إلى أنه غاب عن هذه التحليلات أن العلاقة التاريخية بين البلدين كانت دائماً تقوم على الاستقلالية والاحترام المتبادل، وخدمة المصالح المشتركة والتعاون البناء في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية خدمة للأمن والسلم الدوليين. وتابع: «إن العلاقة الحقيقية بين الأصدقاء لا تقوم على المجاملة، بل ترتكز على الصراحة والمكاشفة بين الطرفين وطرح وجهات النظر بكل شفافية، ومن هذا المنظور فمن غير المستغرب أن تشهد الرؤى والسياسات نقاط التقاء ونقاط اختلاف، وهو أمر طبيعي في أية علاقة جادة تبحث في القضايا كافة وتطرح مختلف وجهات النظر، وتسعى إلى معالجتها من خلال الحوار المتواصل بين البلدين وعلى المستويات كافة، وذلك بغية الوصول إلى منظور مشترك ينعكس إيجاباً على حلحلة القضايا وانفراجها». اعتذارنا عن عضوية مجلس الأمن لا يعني الانسحاب من الأممالمتحدة لفت الفيصل إلى «أن اعتذار المملكة عن عضوية مجلس الأمن لا يعني بأي حال من الأحوال انسحابها من الأممالمتحدة، وخصوصاً في ظل تقدير المملكة للجهود البناءة لمنظماتها المتخصصة في معالجة العديد من الجوانب الإنسانية والتنموية والاقتصادية والصحية وغيرها، إلا أن المشكلة تكمن في قصور المنظمة في التعامل مع القضايا والأزمات السياسية وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، والسبب عجز مجلس الأمن في التعامل معها، مع الأخذ في الاعتبار أن مجلس الأمن لم يشكل فقط لإدارة الأزمات الدولية، بل العمل على حلها من جذورها وحفظ الأمن والسلم الدوليين. وتابع «ينعكس هذا القصور في شكل واضح في القضية الفلسطينية التي تراوح مكانها لأكثر من 60 عاماً، كما أن اختزال الأزمة السورية في نزع السلاح الكيماوي الذي يعتبر أحد تداعياتها، لم يؤدِ إلى وضع حد لأحد أكبر الكوارث الإنسانية في عصرنا الحالي، فضلاً عن أن التقاعس الدولي في التعامل الحازم وتطبيق سياسة جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل والسلاح النووي، أبقى المنطقة تحت مخاطر هذه القنبلة الموقوتة التي لن تنزع فتيلها مساومات التعامل مع إفرازاتها، أو مناورات الالتفاف عليها». وأكد أن «هذه القضايا وغيرها من القضايا والاضطرابات التي تشهدها المنطقة وعدد من دولها، كانت ولا زالت محور اهتمام وجهود المملكة، ومحور البحث مع الولاياتالمتحدة وكافة الأطراف الدولية الفاعلة وعلى المستويين الثنائي والمتعدد، وفي إطار مبادئ الشرعية الدولية والمواثيق والاتفاقات وأحكام القانون الدولي العام» . وأشار إلى أن «المملكة تدرك تماماً أهمية المفاوضات في حل الأزمات، ولكننا في الوقت نفس نرى بأن المفاوضات لا ينبغي أن تسير إلى مالا نهاية، خصوصاً وأننا بتنا نقف أمام أزمات جسيمة لم تعد تقبل أنصاف الحلول، بقدر حاجتها الماسة إلى تدخل حازم وحاسم يضع حدا للمآسي الإنسانية التي أفرزتها هذه الأزمات، وليس أدل على ذلك من عدم قدرة النظام الدولي على إيقاف الحرب ضد الشعب السوري، على رغم أن الخيارات المعنوية بين الحرب والسلم واضحة وضوح الشمس، وبما لا يدع مجالاً للاجتهاد بين وقفة حزم لحقن الدماء في كارثة إنسانية أو التغاضي عنها». امتلاك إيران للأسلحة النووية خطر حقيقي وفي شأن امتلاك إيران للأسلحة النووية في ظل التقارب مع أميركا، قال وزير الخارجية السعودي: «كلانا يريد ألا تملك إيران الأسلحة النووية، وهذا خطر حقيقي، ولذلك فإننا متفقون على أن المنطقة يجب أن تكون خالية من أسلحة الدمار الشامل، ونحن نوافق على التطمين الأميركي بأنها لن تسمح بتطوير الأسلحة في إيران».