أعلنت باريس أمس، أنها ستعزز انتشارها العسكري في مالي بعد قتل صحافيين في إذاعة فرنسا الدولية، هما غيلين دوبون وكلود فيرلون، بالرصاص قرب مدينة كيدال (شمال). وقالت الناطقة باسم الحكومة الفرنسية نجاة فالو بلقسام: «ننشر الآن حوالى 3 آلاف جندي فرنسي، وسيتعين بلا شك تعزيز هذا الانتشار من أجل التصدي للإرهاب، علماً أن «قوات الأممالمتحدة لمساعدة مالي (مينوسما) والقوات المسلحة المالية تنتشر الآن على الأرض». وأضافت: «لا يمكن خلال شهور قليلة تسوية وضع معقد إلى هذا الحد على صعيد تمركز الإرهاب في شمال مالي خصوصاً». وسبق ذلك إعلان وزير الخارجية لوران فابيوس «تعزيز إجراءات الأمن في مجمل المنطقة والمناطق المحيطة بها»، لكن من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وبحسب الجدول الزمني الذي حددته وزارة الدفاع الفرنسية، سينخفض عدد القوات الفرنسية في مالي إلى ألفين بحلول نهاية السنة الحالية، وذلك بعد تنظيم الانتخابات البرلمانية المقررة جولتها الأولى في 24 تشرين الثاني (نوفمبر)، ثم يبقى ألف رجل في البلاد «لمدة أطول». وبعد ساعات على نقل جثتي دوبون وفيرلون من كيدال عبر غاو على متن طائرة عسكرية فرنسية إلى مطار باماكو، ومنه إلى فرنسا، أعلنت الشرطة في مالي اعتقال عشرة مشبوهين في اغتيال الصحافيَين، مشيرة إلى أن «الأجهزة المالية والفرنسية تعمل معاً لملاحقة قاتلي الصحافيَين». لكن باريس نفت الأمر، وقال وزير الخارجية فابيوس إن «عمليات التعرف إلى أشخاص بدأت الأحد في مخيمات، ولا تزال جارية». وغادر محققون فرنسيون باريس متوجهين إلى باماكو، علماً أن الغموض يُحيط أسباب مقتل الصحافيَين اللذين خطفا في وضح النهار في مدينة «ينعدم فيها القانون ولا تمارس الدولة فيها أي سيادة حقيقية» كما قال وزير الدفاع المالي سومايلو بوبيي مايغا. وزاد ميغا: «الوضع في كيدال سيء إلى حد أن كل عمليات التسلل ممكنة» وبينها لمسلحين إسلاميين موالين لتنظيم «القاعدة» احتلوا المدينة وشمال مالي لشهور خلال عام 2012، قبل أن يتدخل الجيش الفرنسي في كانون الثاني (يناير) 2013. وصرح امبيري اغ ريسا، ممثل «الحركة الوطنية لتحرير أزواد» الذي قدِم الصحافيان لإجراء حديث معه وحضر عملية الخطف: «تحدث المهاجمون لغة تماشك الخاصة بالطوارق».