أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عزم بلاده على استخدام كل الإمكانات للعثور على قتلة الصحافية الفرنسية غيلان دوبون وزميلها كلود فرلون في مدينة كيدال في شمال مالي، فيما سرت في باريس تكهنات بعلاقة اغتيالهما بإطلاق الرهائن الفرنسية الأربع في النيجر. ووصف فابيوس مقتل الصحافيَين اللذين كانا يعدان سلسلة برامج حول الوضع في مالي لحساب إذاعة فرنسا الدولية بأنه «جريمة مقيتة»، لافتاً إلى أنهما قتلا «عمداً وببرودة أعصاب». وعقد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اجتماعاً استثنائياً في قصر الإليزيه اليوم، حضره فابيوس ووزيرة العدل كريستيان توبيرا وسدريك ليواندوسكي مدير مكتب وزير الدفاع (الموجود في المكسيك) ورئيس الاستخبارات الفرنسية برنار باجولي، للوقوف على ملابسات الاغتيال وتحديد الإجراءات الكفيلة بالكشف عن مرتكبي الجريمة. وأجرى هولاند اتصالاً هاتفياً بالرئيس المالي إبراهيم كيتا، وأكد في بيان وزعته الرئاسة الفرنسية ان «الجريمة الكريهة» التي ارتكبت في كيدال، لا يمكن الا ان « تعزز إصرار الدولتين على مواصلة مكافحتهما المشتركة للإرهاب». وأوضح فابيوس الذي تحدث عقب اجتماع الاليزيه، انه عثر على جثتي دوبون (51 سنة) وفيرلون (85 سنة) مصابتين بطلقات نارية قرب سيارتهما التي كانت مقفلة ولم تتعرض لإطلاق نار، على مسافة 12 كلم من كيدال وأن إجراءات اتخذت على الفور في محاولة للعثور على مطلقي النار. ورفض التكهن بهوية القتلة، واكتفى بالقول إن «المجرمين هم من نقاتلهم أي المجموعات الإرهابية التي ترفض الديموقراطية والانتخابات». وأفادت وزارة الدفاع الفرنسية بأن الصحافيَين قصدا عناصر من قوة «القط الوحشي» الفرنسية في باماكو وطلبا منهم نقلهما الى كيدال لكن العسكريين الفرنسيين نصحوهما بعدم التوجه الى المدينة «بسبب غياب الأمن فيها والتنافس بين مجموعات مسلحة موجودة في المنطقة». وعلى رغم هذه النصيحة توجه الصحافيان الى قوة حفظ السلام الدولية الموجودة على الأرض والتي زودتهما بإحدى السيارات التابعة لها للانتقال الى كيدال. وأعلنت النيابة العامة في باريس فتح تحقيق ستتولاه بالتعاون مع دائرة الاستخبارات الفرنسية الداخلية وشعبة مكافحة الإرهاب التابعة لها، لتوجيه تهم الخطف والاحتجاز والقتل إلى مجموعة إرهابية مجهولة. ولفت متخصصون في هذا النوع من القضايا إلى الصعوبات البالغة التي تواجه التحقيق، نظراً إلى تعقيدات الوضع في المنطقة، فيما سرت تكهنات حول أسباب مقتل الصحافيَين اثر مغادرتهما مقر احد ممثلي الطوارق ودواعي استهدافهما. ومعروف انه منذ التدخل العسكري الفرنسي في مالي، اصبح الرعايا الفرنسيون الأكثر استهدافاً من قبل المجموعات المسلحة ومن بينها «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» الذي كان احتجز الرعايا الفرنسيين الأربعة لثلاث سنوات قبل اطلاق سراحهم الثلثاء الماضي. وتساءلت بعض وسائل الإعلام الفرنسية عما اذا كان دوبون وفيرلون قتلا نتيجة خلاف مادي بين محتجزي الفرنسيين الأربعة، بعد ان افادت أنباء غير مؤكدة بأن مجموعة «أريفا» الفرنسية حيث عمل الرهائن الأربعة، سددت فدية بقيمة 20 مليون يورو لقاء إطلاق سراحهم. وأثار مقتل الصحافيَين المتخصصين بالشؤون الإفريقية واللذين يعرفان المنطقة جيداً بحكم عملهما على تغطية أحداثها، صدمة بالغة خصوصاً في الوسط الإعلامي. وقررت المديرة العامة للإعلام الفرنسي الموجه الى الخارج كريستين ساراغوس السفر الى مالي لمواكبة جثماني دوبون وفيرلون لدى نقلهما الى باريس.