ستتركز الأنظار على الموقف المتوقع أن يعلنه الائتلاف الوطني السوري اليوم الأحد، أمام مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة، لمعرفة ما إذا كان هناك أي تغيير قد طرأ على رفض المعارضة السورية حضور مؤتمر «جنيف 2» إذا لم يتلق الائتلاف ضمانات بأنه سيسفر عن قيام حكومة انتقالية تتسلم السلطة من الرئيس بشار الأسد. وتتزامن الجهود الديبلوماسية مع مؤشرات إلى استعداد النظام لبدء «معركة القلمون». وعلى رغم أن الائتلاف لن يعلن موقفه النهائي سوى بعد اجتماع قيادته في إسطنبول في 9 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، إلا أن الواضح أنه يتعرض لضغوط خارجية تحضه على المشاركة في مؤتمر السلام، في مقابل ضغوط داخلية من الثوار على الأرض داخل سورية تحذّره من المشاركة. وسمع رئيس الائتلاف أحمد الجربا أمس من الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي موقفاً يدعوه إلى عدم مقاطعة مؤتمر السلام، في حين تمسك مسؤول في الائتلاف بأن المعارضة لن تقبل سوى بتنحي الأسد و «محاكمته». ويُفترض أن يكون الملف السوري حاضراً بقوة في المحادثات التي سيجريها وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع القيادة السعودية اليوم، علماً أن المملكة العربية السعودية انتقدت علناً تخاذل المجتمع الدولي عن مساعدة الشعب السوري. وفي انتظار جلاء ما سيسمعه المسؤولون السعوديون من كيري في شأن الموقف المتوقع أن يصدر عن مؤتمر «جنيف 2» وهل سيقدم ضمانات ترضي المعارضين السوريين وتدفعهم إلى قبول المشاركة في أعماله، فإن يوم الثلثاء سيكون بدوره مهماً لتحديد إمكانات عقد مؤتمر السلام في موعده المبدئي أواخر هذا الشهر. إذ ستستضيف جنيف في هذا اليوم اجتماعاً ثلاثياً بين الراعيين الأميركي والروسي والموفد المشترك الأخضر الإبراهيمي لجرد حصيلة الجولة التي قام بها في المنطقة والاجتماع الذي عقده مع الرئيس السوري بشار الأسد. وسيعقد الإبراهيمي أيضاً لقاء موسعاً مع الأعضاء الدائمي العضوية في مجلس الأمن لشرح حصيلة جولته والتحضيرات ل «جنيف 2». وكان لافتاً في هذا الإطار أن صحيفة «الثورة» الرسمية السورية هاجمت الإبراهيمي بعنف في ختام زيارته لدمشق، واتهمته بأنه ينظر «بعين واحدة» لكنه يتحدث بأكثر من لسان، في إشارة إلى أنه يقول للمسؤولين السوريين شيئاً ويقول غيره للمعارضين. وجاء هذا الهجوم بعد يوم من وصف صحيفة سورية أخرى نتائج زيارة الإبراهيمي لدمشق بأنها إيجابية. في غضون ذلك، قالت مصادر في المعارضة السورية إن قوات الرئيس الأسد وزّعت في ريف دمشق منشورات دعت المواطنين إلى إفراغ المستشفيات والمدارس في مدة أقصاها مساء أمس، وذلك بعد إغلاق «جامعة القلمون» في مدينة دير عطية، مشيرة إلى أن ذلك جاء في سياق ما بات يعرف ب «معركة القلمون» التي تنوي قوات النظام شنها للسيطرة على مناطق تقع بين دمشق وحدود لبنان. وأشارت صفحة الثورة السورية على الإنترنت مساء أمس، إلى وقوع انفجار كبير هزّ مدينة يبرود في القلمون بريف دمشق، موضحة أنه نجم عن «سيارة مفخخة» انفجرت في حي المطاحن مما أسفر عن سقوط قتيل على الأقل وعشرات الجرحى «معظمهم في حال الخطر»، بالإضافة إلى «دمار هائل في الحي». ونوّهت أن الحي «يسكنه مسيحيون ومسلمون»، وأنها المرة الثالثة التي يقع فيها تفجير في المدينة بعدما «هددها النظام مرات عدة مطالباً السكان بالرضوخ لمطالبه». وجاء ذلك في وقت أفادت وكالة «فرانس برس» أن الطيران الحربي السوري قصف أمس مناطق في بلدة السبينة جنوبدمشق، والتي تتقدم فيها القوات النظامية في محاولة لمحاصرة معاقل المعارضة في جنوبدمشق والريف المحاذي لها، وفق ما أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وفي شمال شرقي البلاد، حقق مقاتلون أكراد تقدماً إضافياً في المعارك التي تدور مع مقاتلين جهاديين مرتبطين ب «القاعدة». وأعلنت دائرة الآثار والمتاحف السورية أمس أن أكثر من 100 مسلح هاجموا مستودعات في قرية هرقلة تحوي آثار محافظة الرقة.