كان استخدام المولدات الكهربائية والاستعانة بطاقتها سابقاً مقتصراً على الاستراحات البعيدة عن المدن أو المزارع أو المخيمات الصحراوية، لكن يبدو أنها أصبحت ضرورية حتى للمنازل، في ظل الانقطاعات المتكررة والمتزايدة للكهرباء عن المدن والمحافظات والقرى. يمكن للسعوديين أن يستفيدوا من تجربة جيرانهم في دول مجاورة، للتعامل مع مشكلة انقطاع التيار المتكرر، وربما لن يحتاجوا إلى ذلك في حال أوفت الشركة السعودية للكهرباء بوعودها بخصوص توسيع قدرة محطاتها في العام 2010. لا أحد يختلف على الضرر الكبير الذي ينتج عن انقطاع الكهرباء سواء اقتصر على المنازل أم امتد إلى الأسواق والدوائر الحكومية والشوارع، كما أن أحداً لا يختلف على أنه في حال استمرار الوضع على ماهو عليه في بعض المناطق، فإن المولدات الكهربائية ستصبح «ضرورة من ضرورات الحياة» كالأكل والشرب والنوم. في الحلقة الثانية من التحقيق الذي تفتحه «الحياة» حول انقطاعات الكهرباء في الفترة الأخيرة، يتم طرح حالة العطل والضرر التي تصيب المراجعين وتعطل معاملاتهم ومصالحهم ومصالح البلد حين يمتد تقصير الشركة السعودية للكهرباء إلى المرافق الحكومية، فضلاً عن الفوضى والشلل الذي يصيب الحياة العامة. في المقابل، لابد من استشعار المواطن لأهمية الترشيد في أموره كلها، سواء على مستوى الكهرباء أم الماء أم سواها، فهو يتحمل جزءاً من المسؤولية عن انقطاع الكهرباء، مع ضعف ثقافة الترشيد والاستهلاك في المجتمع.