ينشأ السرطان عندما تخرج خلايا نسيج ما في الجسم عن مسارها الطبيعي لتصبح شاذة، فتنمو وتتكاثر على مزاجها منتجة خلايا شاذة جديدة، ومع مرور الوقت تتشكل محلياً كتلة تعرف بالورم، وهذا الأخير لا يكتفي بالبقاء في مكانه بل يخرج من محيطه ليغزو أعضاء أخرى في الجسم ويستقر فيها مكوناً أوراماً مثيلة في الموضع الجديد. إن خير ما يمكن عمله على صعيد الوقاية من السرطان هو قطع الطريق على التغيرات السرطانية الخبيثة في الخلايا في عقر دارها. وحتى الآن فإن أفضل حل متوافر لتحقيق هذا الهدف هو الأغذية، ومن ضمن هذه الأخيرة هناك أربعة أغذية تبدأ بحرف الباء: 1- البروكولي، فقد توصل علماء في مركز أبحاث السرطان في جامعة أوهايو الأميركية إلى أن مادة «إيندول- 3- كاربينول» الموجودة في البروكلي، قد تمنع نمو الخلايا السرطانية. واكتشفت دراسة في المختبر وجود علاقة بين المادة المذكورة ومركّب اسمه «سي دي سي 25 أ» يقول العلماء إنه يعتبر ضرورياً لانقسام الخلايا وانتشارها. وأكد كزايندونج زو الأستاذ المساعد في علم الأمراض في المركز الطبي التابع للجامعة، أن المركب «سي دي سي 25 أي»، موجود بمستويات عالية في سرطان الثدي والبروستاتة والكبد والمريء وبطانة الرحم والقولون والأورام اللمفاوية. 2- البابايا، اذ أفادت التجارب المخبرية التي أنجزها فريق علمي ياباني بأن مستخلصات أوراق ثمرة البابايا الاستوائية تمنع نمو الخلايا السرطانية، خصوصاً سرطان عنق الرحم والثدي والرئتين والبنكرياس. وقد تبين للباحثين أن مستخلصات الأوراق تزيد من إنتاج مركبات أساسية اسمها «تي إس1»، تساعد على تنظيم عمل جهاز المناعة وتقويته لمنع نشوء الخلايا السرطانية. 3- الباقلاء، إذا كنت ترغب في منع نشوء الخلايا الخبيثة في جسمك فحري بك أن تجعل نبات الباقلاء، أو الفرفحين، حاضراً بقوة على مائدتك. الباحثون من جامعة ساوثامبتون البريطانية أضافوا الباقلاء إلى قائمة الأطعمة الفائقة الأهمية بعد بحث طبي أجروه على فوائد هذه النبتة، إذ اكتشفوا خلاله أنها تحتوي على مركبات كيماوية تمنع نشاط بروتين في الجسم يسمح بنمو الورم السرطاني في حال ظهوره. وبناء على ما ذكرنا أعلاه، ينصح الباحثون جميع المصابين بالسرطان، خصوصاً النساء المصابات بسرطان الثدي، بضرورة إدخال الباقلاء ضمن تركيبة السلطات أو حتى في عملية طهو بعض الأطعمة التي تتطلب نكهة لاذعة كتلك التي تعطيها النبتة، وذلك لدورها الفاعل في منع تطور الخلايا السرطانية ونموها. 4- البندورة، أشارت دراسات علمية عدة إلى أهمية البندورة أو الطماطم في الحماية من أنواع مختلفة من السرطان. وفي هذا الإطار توصلت دراسة قام بها الدكتور شعبان أبو حسين الباحث في المركز القومي للبحوث في مصر، الى أن البندورة من أهم الخضروات الضرورية لصحة الإنسان، وذلك بفضل غناها بصباغ الليكوبين، المسؤول عن اللون الأحمر الطبيعي لهذه الثمار. وأكدت الدراسة أن 75 في المئة من النساء اللاتي تناولن الطماطم قلت إصابتهن بسرطان عنق الرحم والقناة الهضمية في شكل لافت. ويعد صباغ الليكوبين من أهم مضادات الأكسدة القوية التي تساهم بقوة في حماية الأنسجة من شر الشوارد الكيماوية الحرة التي تشعل فتيل نشوء الخلايا السرطانية. ويجدر التنويه هنا إلى أن هناك دراسات كثيرة أكدت فاعلية صباغ الليكوبين في حماية غدة البروستاتة من الإصابة بالسرطان، وأن الاستفادة المثلى من صباغ الليكوبين تتم بتناول منتجات البندورة المصنعة خصوصاً الصلصة المعدّة في الزيت.