لا تزال مأساة قوافل اللاجئين غير الشرعيين تتوالى فصولاً، وتُسجَل حوادث غرق أو إنقاذ أعداد كبيرة منهم في شكل شبه يومي، إذ تمكن خفر السواحل الليبي مساء الأربعاء، من إنقاذ 84 مهاجراً أفريقياً قبالة سواحل طرابلس، في حين عُثر على جثث 87 مهاجراً في صحراء النيجر على بُعد 10 كيلومترات عن حدود الجزائر في أسوأ كارثة من هذا النوع منذ نحو عشر سنوات في النيجر. وذكرت مصادر بحرية ليبية أن «خفر السواحل الليبيين مدعومين بقوات خاصة للبحرية، أنقذوا 84 مهاجراً غير شرعي من مختلف الجنسيات الأفريقية، تعطل مركبهم في البحر شمال طرابلس». وأضاف: «كل المهاجرين في صحة جيدة ونُقلوا إلى مرفأ الزاوية (غرب) حيث سلموا إلى مكتب مكافحة الهجرة غير المشروعة». وكان مسؤول أمني ليبي صرح في وقت سابق، بأن نحو مئة مهاجر غير شرعي قدموا من دول جنوب الصحراء الأفريقية فروا الثلثاء الماضي، من مركز احتجاز في جنوب غربي ليبيا قبل أن يُقبض على 75 منهم. وأوضح الناطق باسم أجهزة مكافحة الهجرة السرية الليبية سعيد عاشور أن معظم هؤلاء من أريتريا والصومال. وقال إن عملية الفرار جرت «أثناء ترحيل طوعي لماليين نُظمت بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة وبحضور اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر الليبي». وعثر الجيش النيجيري على جثث 87 مهاجراً، هم سبعة رجال و32 امرأة و48 طفلاً، في صحراء النيجر على بُعد 10 كيلومترات عن الحدود الجزائرية . وذكر مسؤول أمني رفيع أن تلك الجثث تضاف إلى جثث خمس نساء وبنات من مجموعة المهاجرين غير الشرعيين نفسها، اكتُشفت سابقاً. وأضاف أنه «في المجموع، قضى 92 شخصاً معظمهم من العطش مطلع تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، خلال رحلة مميتة إلى الجزائر بدأت نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي. وأكد هذه الحصيلة المصطفى الحسن المسؤول في منظمة «درع بشرية» الحكومية الذي انتقل إلى المكان. وقال إن «الجثث تحللت وكان المشهد مروعاً. وجدناهم في أماكن عدة في محيط عشرين كلم في مجموعات صغيرة غالباً تحت الأشجار أو تحت الشمس، أحياناً أم مع أبنائها وأحياناً أطفال بمفردهم». وأضاف أن الجثث نهشتها «حيوانات ابن آوى وغيرها». وأوضح المصدر الأمني أن معظم الأطفال «تعرفنا عليهن من خلال سوارات في المعصم». وأوضح المصطفى الحسن أن الجثامين دفنت بعدما صلى عليها إمام. وكانت السلطات النيجيرية أعلنت الاثنين الماضي، مصرع ما لا يقل عن 35 شخصاً معظمهم من النساء والأطفال بسبب الجفاف بعدما تعطلت شاحنة أقلتهم عندما كانوا يحاولون الهجرة إلى الجزائر. ولم يتضح هل أن المهاجرين الذين اعلن العثور على جثثهم، هم من المجموعة نفسها.