اعتبرت وزيرة الثقافة والسياحة البحرينية الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، أن السياحة عمود اقتصادات العديد من الدول العربية، وهي صناعة تساهم في دعم المدخول القومي للبلدان العربية التي تعتبر من أكثر بلدان العالم غنى بالثقافة والحضارات القديمة. وشددت الشيخة مي في مقابلة أجرتها معها «الحياة»، على أهمية تعميق التعاون بين الدول العربية في هذا المجال، مشيدة باللقاء الذي جمع وزراء السياحة العرب في البحرين أول أمس، في الدورة السادسة عشر، حيث تسلمت المملكة رئاسة الدورة من السودان. ونوهت الشيخة مي بالجهود التي تبذلها الدول العربية في تشجيع السياحة العربية - العربية، ما أظهر نتائج جيدة في السنوات الأخيرة، مضيفة أن وجود الكادر العربي المدرب للعمل في هذه الصناعة أمر مهم جداً. وأشادت الشيخة مي بأعداد السياح الخليجيين الذين يزورون البحرين، خصوصاً السعوديين، الذين يزورون البحرين في شكل يتزايد باستمرار. وأملت الوزيرة البحرينية بقرب بناء الجسر بين البحرين وقطر بأقصى سرعة، خصوصاً أنه بالإضافة إلى تشجيعه السياحة، سيكون عاملاً إيجابياً وضرورياً في مزيد من التبادل الثقافي والتجاري. وكان وزير السياحة السوداني محمد عبدالكريم الهد، افتتح أعمال المجلس، معتبراً أن هذه الاجتماعات تساهم في تعزيز التعاون العربي والمرحلة المقبلة، خصوصاً بعد الأحداث الأخيرة في بعض الدول العربية التي أثرت في قطاع السياحة، قائلاً: «على الدول العربية أن تبادر بالنهوض بعضها ببعض قبل البحث عن دعم من دول صديقة». وأضاف الوزير السوداني أن إجمالي الاستثمارات السياحية في الدول العربية لعام 2012 بلغ 85 بليون دولار، كما أشاد باستكمال الاستراتيجية العربية للسياحة، وتنفيذ البحرين برنامج «اعرف وطنك»، الذي انطلق بمشاركة وفود شابة من العالم العربي للاطلاع على التجربة السياحية ومتابعة عملياتها ومجرياتها. ورحبت الشيخة مي بتسلم البحرين رئاسة الدورة السادسة عشرة، معتبرة أن هذا الموقع سيكون محفزاً للمملكة لاستحداث مشاريع ونشاطات من شأنها إلقاء الضوء على قطاع السياحة، إلى جانب زيادة الوعي بمقدماتها الثقافية والطبيعية على المستوى العالمي والمحلي. وتحدثت الوزيرة البحرينية عن أهم إنجازات هذا العام، إذ تبوأت البحرين موقع عاصمة السياحة العربية، ومنها ما اقترحته البحرين في شأن تدشين يوم للسياحة العربية يؤرخ للإرث العربي في السفر والسياحة والضيافة، ما سيؤهل السياحة لتحقيق دورها المأمول في أن تكون قاطرة للتنمية الاقتصادية. وأشادت بتبني منظمة السياحة لهذه المبادرة التي تصادف في 25 شباط (فبراير) المقبل، والذي سيوافق يوم ميلاد الرحالة العربي ابن بطوطة. واختتمت الوزيرة البحرينية كلمتها أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، بالتأكيد على أن «السياحة فقط قادرة على أن تنأى بنا بعيداً عن داء التحيز والتعصب وعدم قبول الآخر، وتتيح لنا أن نرى في الآخر أياً كان دينه أو عرفه أو لونه، عالماً جديداً مليئاً بالفن والجمال والثقافة». وحضر أعمال المجلس الوزاري العربي عدد من وزراء السياحة العرب، بينهم رئيس الهيئة العامة للسياحة في السعودية الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، ووزيرا السياحة المصري هشام زعزوع والعماني أحمد بن ناصر المحرزي، إلى جانب وفود من جامعة الدول العربية، ومنظمتي السياحة العربية والعالمية واتحاد كتاب السياحة العرب والأجانب.