اعتبر وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، أن «الحديث عن حرب أسعار علامة على سوء فهم مقصود أو غير ذلك، ولا أساس له من الواقع، فنحن لا نسعى لتسييس النفط، أو التآمر ضد الآخرين، والمسألة بالنسبة لنا مسألة عرض وطلب، إنها عمل مجرد وتجارة محضة». وفي كلمة للنعيمي ألقاها خلال مشاركته في المنتدى الوزاري الرابع للغاز الذي ينظمه منتدى الطاقة الدولي واتحاد الغاز العالمي في أكابولكو في المكسيك أمس، قال إن سوق النفط العالمية والسياسة النفطية السعودية تعرضا في الأسابيع الأخيرة لقدر كبير من التخمينات القاسية وغير الدقيقة، على رغم أن السياسة النفطية السعودية ظلت ثابتة على مدى العقود القليلة الماضية، ولم تتغير اليوم. وأضاف: «السعودية لا تحدد سعر النفط، بل السوق هي التي تحدده، نحن نبذل قصارى جهدنا مع المنتجين الآخرين لضمان استقرار الأسعار لمصلحة المنتجين والمستهلكين والصناعة ككل، كما تسعّر أرامكو السعودية نفطها وفقاً لإجراءات التسويق السليمة لا أكثر ولا أقل، آخذة في الاعتبار مجموعة من العوامل العلمية والعملية، بما في ذلك حال السوق وهوامش أرباح التكرير والعلاقات طويلة الأمد مع العملاء». وتابع: «نحن نرغب في استقرار أسواق النفط وثبات الأسعار، لأن هذا أمر جيد بالنسبة للمنتجين والمستهلكين والمستثمرين، ويساعد أيضاً في النمو الاقتصادي العالمي بعيد المدى، وخصوصاً اقتصادات الدول النامية والناشئة، ولذلك فمن الأهمية بمكان أن تواصل الدول من أوبك ومن خارجها الحوار في ما بينها، منتجة كانت أو مستهلكة». ولفت إلى أن السعودية تعد اليوم من الدول الرائدة في إنتاج البتروكيماويات في العالم، كما تملك احتياطات كبيرة من النفط الخام، وأخرى هائلة من الغاز المرافق وغير المرافق، إذ تشير التقديرات المتحفظة إلى أن المملكة تمتلك 300 تريليون قدم مكعبة من احتياطات الغاز التقليدية، كما تقوم بتطوير موارد الغاز غير التقليدية في أنحائها المختلفة. وأكد أنه ليس لدى المملكة حالياً أي خطط لتصدير الغاز أو الدخول في أعمال وتجارة الغاز الطبيعي المسال، وذلك لأسباب ليس أقلها حاجاتنا من الطاقة المحلية، وقال: «هذه السياسة لا تعني أننا غير مهتمين بالتوجه المستقبلي لهذه الصناعة، بل لدينا كمنتجين ومستخدمين للغاز اهتمام كبير بالتطورات التقنية والعلمية، وسنواصل الاستثمار في المبادرات البحثية داخل المملكة، وبالشراكة مع الشركات والجامعات والجهات البحثية العالمية الأخرى». وذكر النعيمي أن السعودية تتبوأ مكانة بارزة من حيث احتياطات النفط الخام وصادراته، «وهذا أمر لن يتغير في المستقبل المنظور، فسيستمر العالم في اعتماده على النفط الخام لعقود عدة مقبلة، لكن ستحظى مصادر أخرى للطاقة بدور أكبر، بما في ذلك الغاز، ونحن نرحب بهذه التطورات». وأعرب عن اعتقاده بأن «آفاق صناعة الطاقة العالمية المستقبلية مشرقة»، راجياً من الجميع ومن الشركات الممثلة في هذا المنتدى، أن تستمر في إحداث تغيير إيجابي في حياة الملايين من الناس حول العالم.