أشاد البرلمان العربي بما قامت به المملكة والإمارات والكويت في دعم مصر لإجهاض المحاولات كافة الرامية إلى النيل من أمنها واستقرارها، معرباً خلال أعمال جلسته العامة في القاهرة أمس (الثلثاء) برئاسة أحمد الجروان، ومشاركة ممثلي الدول العربية الأعضاء في البرلمان، عن تأييده ل«اعتذار المملكة عن قبول عضويتها في مجلس الأمن، وذلك لازدواج المعايير الحالية التي تحول دون أداء واجباته وتحمل مسؤوليته تجاه حفظ الأمن والسلم العالميين». وكلف أمانته العامة - بحسب وكالة الأنباء السعودية - بإعداد مشروع رسالة شكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على اعتماد ميزانية تقديرية لبرنامج «خادم الحرمين الشريفين لدعم صمود المدن الفلسطينية» بمبلغ 200 مليون دولار، بما يعزز جهود الشعب الفلسطيني في تحقيق أهدافه الوطنية، والإشادة بدور المملكة السياسي والمادي في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته. وفي شأن احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث (طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى)، حض البرلمان العربي إيران على اللجوء إلى الحل السلمي، والجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الإمارات، وانتهاج سياسات سلمية مع دول الجوار من دون اللجوء إلى احتلال أراضي الغير. وأوضح الجروان في كلمته خلال افتتاح أعمال الجلسة، أن «الأحداث المتلاحقة في الوطن العربي، وما يمر به من أزمات في مجالات عدة، وبخاصة في مجال الأمن القومي العربي، أصبحت تحتم مراجعة ما صدر من اتفاقات وقرارات والاستمرار في إصلاح منظومة العمل العربي وتنقية الأجواء العربية، وتدعيم الوفاق العربي»، مضيفاً أن «ما أصدرته الجامعة العربية من قرارات وتوصيات سابقة بحاجة إلى مواءمة بما يتوافق مع الأحداث العربية المتلاحقة، والأخذ بالاعتبار الوضع الحالي في الوطن العربي، ومواجهة القوى السياسية التي تسعى إلى تفتيت الأمة العربية، وإنشاء دويلات جديدة». ودعا إلى تفعيل دور البرلمان العربي باعتباره صوت الشعب للمطالبة على الصعيدين العربي والدولي وبإلحاح بإخلاء الشرق الأوسط بأكمله من أسلحة الدمار الشامل، والضغط على إسرائيل للانضمام إلى اتفاق نزع أسلحة الدمار الشامل، مؤكداً التزام البرلمان العربي بتكريس الديموقراطية، وتعزيز مشاركة المرأة والشباب في العمل البرلماني، واختيار أفضل السبل لإقامة حوار مع المواطنين في مختلف المؤسسات. وقال: «إن البرلمان يتابع باهتمام بالغ كل ما يحدث في سورية، وطالب مراراً وتكراراً الوقف الفوري لإطلاق النار، ودعا المجتمع الدولي إلى إيجاد آليات لوقف حمامات الدم التي تطاول الشعب العربي السوري بمكوناته كلها».فيما أكد نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي، أهمية الدورة الجديدة للبرلمان العربي والتي ترسخ لدوره في منظومة العمل العربي المشترك، مشدداً على أن «الجامعة العربية تعول على إسهام البرلمان بعد أن دخل في مرحلته الجديدة - برلماناً دائماً - في تعميق وتوسيع آفاق ومسار العمل العربي المشترك بما يمثله من شخصيات وبُعد شعبي يتكامل مع العمل الرسمي، باعتباره يعبر عن مشكلات العالم العربي واتجاهاته». وأعرب بن حلي في كلمة الجامعة العربية عن أمله في أدوار ومهمات جديدة للبرلمان العربي في ما يتعلق بتوحيد التشريعات لتسريع وتيرة التنمية والتكامل الاقتصادي والدور المناط القيام به في ما يتصل بمجريات الأوضاع والتحولات التي يشهدها العالم العربي.