اختتم الرئيس فؤاد معصوم زيارة السعودية أمس، مؤكداً «إعادة فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الرياضوبغداد، وتجاوز المرحلة السابقة»، فيما قال وزير المال العراقي هوشيار زيباري ل«الحياة» أن وفداً أمنياً سعودياً سيزور العراق قريباً للإطلاع على الوضع الأمني فيها، تمهيداً لإعادة فتح السفارة السعودية في بغداد (للمزيد). والتقى، معصوم قبل مغادرته الرياض أمس، وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، واستعرض معه «العلاقات بين البلدين، وبحثا في الأمور ذات الاهتمام المشترك»، كما استقبل رئيس الاستخبارات العامة الأمير خالد بن بندر. وقال زيباري ل»الحياة»، عبر الهاتف من لندن أمس، أن «لدى العراق رغبة صادقة في تطبيع العلاقات الديبلوماسية والسياسية مع السعودية»، مشيراً إلى أن لقاء الملك عبدالله ومعصوم كان «مفيداً جداً للبلدين، فلدينا الرغبة في تجاوز المرحلة السابقة التي كان فيها تشنج وتوتر، ونسعى إلى بناء علاقات جديدة على أسس صحيحة، وأن تكون هناك زيارات متبادلة للمسؤولين في البلدين في المستقبل القريب». وأشار إلى إعادة فتح سفارة المملكة في بغداد وقال: «اتفقنا مع السعوديين على إرسال وفد من الرياض لتفقد الوضع الأمني، ومن ثم البت في الأمر»، مؤكداً أن اللقاءات مع المسؤولين السعوديين «كانت ناجحة وتطرقت إلى تنسيق الجهود في مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الإستخباراتية، والحرب على التطرف وتنظيم داعش في المنطقة، وبحثنا في قضايا عدة، لكن المحور الرئيسي للزيارة كان تطبيع العلاقات بين البلدين في هذه الظروف، والتشديد على أن لا بد من تجاوز المرحلة السابقة والإنطلاق لمرحلة الجديدة». على صعيد آخر، قرر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عزل 36 ضابطاً كبيراً، في إطار حملته لتطهير المؤسسة العسكرية من الفساد. وجاء في بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء أن «القائد العام للقوات المسلحة أصدر أوامر ديوانية بإعفاء 26 قائداً من مناصبهم وإحالة 10 على التقاعد». ولم يحدد البيان مراكز هؤلاء او رواتبهم، او ما اذا كانوا مسؤولين عن وحدات مقاتلة او يشغلون مناصب إدارية. وذكرت مصادر عسكرية ل«الحياة» ان من بين القادة الذين عزلوا رئيس اركان الجيش بابكر زيباري، وقائد عمليات الانبار اللواء رشيد فليح. وعيّن العبادي «18 قائدا في مناصب جديدة «. وأكد البيان ان هذه القرارات تأتي في إطار «التوجهات لتعزيز عمل المؤسسة العسكرية على أسس المهنية ومحاربة الفساد بمختلف اشكاله». وأدى الهجوم الكاسح لتنظيم «الدولة الاسلامية» في حزيران (يونيو) الى انهيار قطعات الجيش، لا سيما في محافظة نينوى (شمال)، حيث انسحب الضباط والجنود من مواقعهم، تاركين خلفهم كميات كبيرة من الاسلحة (بينها مدافع ومدرعات)، وقعت في ايدي مقاتلي «داعش». وأتى قرار العبادي بعد تأكيده أمام وفد من القادة العسكريين الأربعاء «ان القيادة يجب ان تتمتع بالكفاءة والنزاهة والشجاعة حتى يقاتل الجندي بشكل صحيح (...) كما أن التقييم في بناء القوات المسلحة يجب ان يكون على هذه الأسس الجوهرية»، على ما أفاد بيان ثان لمكتبه. وأضاف: «علينا اعادة الثقة بقواتنا المسلحة عبر اتخاذ اجراءات حقيقية ومحاربة الفساد على صعيد الفرد والمؤسسة».