خسر السائق القطري ناصر صالح العطية، بطل الشرق الأوسط للراليات خمس مرات، مع ملاحه الألماني تيمو غوتشالك، لقب رالي "سيلك واي" الصحراوي (طريق الحرير) الذي يمر عبر أراض في روسيا، كازاخستان وتركمانستان، والذي تضمن 9 مراحل خاصة للسرعة بلغت مسافتها 4896 كيلومتراً، قبل 100 كيلومتر من النهاية، بعدما تعرّض لحادث خلال منافسات المرحلة الثامنة التي إمتدت بين بالكاباناد وتوركمنباشي. وخرج العطية مع ملاحه غوتشالك ، لكن سيارتهما "فولكسفاغن طوارق" تعرضت لأضرار كبيرة ما منع هذا الثنائي من إكمال الرالي في طريقه لتحقيق إنجاز تاريخي للرياضة العربية عموماً والقطرية خصوصاً. ويبدو أن مرحلة توركمنباشي ستبقى لفترة طويلة في كتب مدرسة "راليات الرايد"، الى جانب رالي دكار 2003 حين فوّت الفرنسي ستيفان بيترهانسيل الفوز بسبب صخرة، أو حتى دكار 2009 حيث إضطر ساينز للإنسحاب خلال المرحلة ال 13 بسبب حادث تعرّض له. وهذه المرة وقع العطية في سيناريو مشابه لما حصل لهذين البطلين، إذ بعد الكيلومتر ال 283 تعرض القطري لحادث قضى على آماله. وكان العطية سيطر على الرالي منذ إنطلاق مراحله التنافسية الفعلية مع المرحلة الثانية، بعدما تمكن الجنوب أفريقي جينييل دو فيلييه من تحقيق أسرع توقيت خلال المرحلة الإستعراضية من دون أن يكون لهذه النتيجة أي تأثير على الترتيب العام. وحافظ العطية على صدارته حتى إنسحابه منتزعاً في طريقه أسرع الأوقات خلال 3 مراحل خاصة، تاركاً لمنافسه المباشر ساينز، بطل العالم السابق للراليات، مع ملاحه لوكاس كروز، مركز الوصافة، علماً أن الأخير حقق أسرع الأوقات خلال 4 مراحل خاصة. وأنهى ساينز الرالي بوقت مقداره 24،12،21 ساعة، محققاً فوزه الرابع مع فريق فولكسفاغن منذ انتقاله اليه. واعتبر هذا الانتصار الثاني لملاحه كروز الذي انتقل للجلوس إلى جانبه في "المقعد الساخن" خلال رالي سيرتوس البرازيلي الذي كان من نصيبهما أيضاً، بينما حلّ العطية ثانياً. كما اعتبر هذا الفوز ال12 لطراز رايس طوارق المجهّز بمحرك ديزل يتمتع بقوة 300 حصان. وعلى رغم خروجه خالي الوفاض من هذا السباق الطويل، أثبت العطية أنه من أبرز الأسماء المنافسة في الراليات بفضل سرعته الكبيرة وقدرته على إجتياز المسارات الصعبة والكثبان الرملية. وقد تمكن هذا العام من الفوز بأكبر قدر ممكن من المراحل الخاصة للسرعة، ما يثبت أن حلم الفوز برالي دكار الذي يدغدغ مخليته لم يعد بعيداً. وقال العطية بعد انسحابه: "بالطبع كان الأمر مخيباً للآمال بعد إنسحابنا قبل النهاية بمسافة قليلة جداً. ولكن هذه الأمور بإمكانها أن تحصل خلال الراليات، وأنا سعيد جداً بالطريقة التي إستقبلنا بها الفريق إثر إنسحابنا. أشعر أنني في بيتي مع فريق فولكسفاغن، وأنا وملاحي تيمو نكبر معاً. هذا كان هدفنا الأساس وقد تمكنا من تحقيقه، كما أثبتنا للجميع أننا منافسون جديون على الألقاب، وسيأتي الوقت الذي سنفوز به". وإختتم العطية تعليقه على النتيجة المحققة مضيفاً: " دخلنا في صراع رائع مع ساينز وملاحه لوكاس وقدنا صدارة الرالي لفترة طويلة. أشعر بخيبة أمل من أجل الفريق، الذي قام بعمل رائع خلال أيام المنافسات، لأننا لم نصل الى النهاية".