تحولت العاصمة المقدسة هذه الأيام إلى خلية نحل لا تهدأ، لتدفق الزوار والمعتمرين من أنحاء المعمورة إليها بكثافة، وهو ما استنفر القطاعات الحكومية والأهلية لتذليل الصعوبات التي قد تعترضهم، ويظهر هذا المشهد بجلاء في المسجد الحرام والمنطقة المركزية المحيطة به، التي تكتظ بالقادمين لأداء مناسك العمرة، وصلاتي التراويح والتهجد، وقضاء سنة الاعتكاف في البيت العتيق، غير مكترثين لما يدور حول مخاطر أنفلونزا الخنازير التي تنشط في المواقع المزدحمة. ورصدت عدسة «الحياة» تدفق الزوار والمعتمرين على المسجد الحرام على مدار الساعة من مواقف حجز السيارات الستة الواقعة على مداخل العاصمة المقدسة، مستعينين بحافلات النقل الجماعي، ووسائل النقل الأخرى، التي وجدت في هذا الشهر موسماً لجني الكثير من الإرباح، فيما تتابع الدوريات الأمنية الوضع للحفاظ على حركة السير والأمن. وتواجدت في تلك المواقع الحيوية كثير من الجهات الخدمية مثل فرق الهلال الأحمر وأمانة العاصمة المقدسة، والدعوة والإرشاد وغيرها من الجهات التي لا تألو جهداً في تقديم التسهيلات للمعتمرين والزوار. وفي داخل المسجد الحرام تكثف رئاسة المسجد الحرام والمسجد النبوي جهودها لتوفير كل الخدمات للزوار والمصلين والمعتمرين، بتجنيد أكثر من 1756 موظفأً وموظفة، إضافة إلى الاستعانة ب126 موظفاً موقتاً للإشراف على أعمال النظافة والصيانة والتوعية والإرشاد والتوجيه على مدار الساعة داخل أروقة البيت العتيق وصحن المطاف والمسعى، فيما نشرت أمانة العاصمة المقدسة 6500 عامل وموظف في ساحات المسجد الحرام لرفع المخلفات أولاً بأول، والإشراف على أعمال الإصحاح البيئي، ومراقبة الأسواق المحيطة بالمنطقة المركزية. وأكد قائد القوة العقيد يحيى الزهراني من داخل قيادة أمن المسجد الحرام أنه جرى تجنيد الطاقات والإمكانات كافة لاستتباب الأمن داخل المسجد الحرام، من خلال نشر رجال الأمن في كل موقع والمتابعة من خلال رصد 720 شاشة تلفزيونية لغرفة العمليات بالقيادة، وإبلاغ رجال الأمن عن أي حال يتم الاشتباه فيها. ويضطلع شباب الكشافة بأدوار هامة في خدمة المعتمرين، فهم يشاركون مع مختلف القطاعات الحكومية لمساعدة المعتمرين من كبار السن والعجزة في الوصول للمسجد الحرام والخروج منه، وتقديم الإرشاد للتائهين والمساهمة في تقديم الوجبات الغذائية المجانية لهم. بدورها، قسمت إدارة المرور العاصمة المقدسة إلى أربعة مناطق مرورية، كل منطقة بمثابة إدارة مرور مستقلة، تشرف على الحركة المرورية، في مجال نطاقها، لتحقيق الانسيابية التامة في حركة السير أمام السيارات المقلة لقوافل الزوار والمعتمرين. فيما أكد المدير العام للدفاع المدني الفريق سعد بن عبدالله التويجري على دعم العاصمة المقدسة ب 4200 ضابط وفرد، و325 آلية، كما تم استحداث 82 فرقة إطفاء وإنقاذ داخل المنطقة المركزية والأحياء المجاورة، إضافة إلى 60 فرقة إطفاء مساندة للطوارئ، وعدد من الفرق المخصصة لرصد الملوثات والغازات في المنطقة المركزية وداخل الأنفاق، فضلاً عن فرق الدراجات النارية للسلامة.