لا يبدو أن العبارات العنصرية أو ما يصاحبها من أحداث انتهت بنهاية مباراة الهلال والاتحاد السابقة، إذ أكد رئيس لجنة الحكام عمر المهنا ل«الحياة» أن القانون يكفل للحكام إيقاف أية مباراة تظهر فيها هتافات عنصرية، مشدداً على أنهم سيطالبون «قضاة الملاعب» باستخدام ذلك الحق. وقال المهنا: «سيتم تأكيد ذلك لكل المقومين والحكم الرابع وحكام الساحة والمساعدين، وسيكون هناك تركيز من الجميع، والقانون وحده هو من يكفل للحكم إيقاف أية مباراة تتضمن هتافات عنصرية واضحة وكبيرة». وشدد المهنا على أن لجنة الحكام رفعت بتقرير أحداث الشغب لدربي جدة الصغير بين الاتحاد والأهلي إلى لجنة الانضباط، مضيفاً: «وصل للجنة الثلثاء الماضي التقرير الخاص بمقوم مباراة الاتحاد والأهلي لدور نصف النهائي من بطولة كأس الاتحاد السعودي لدرجة الناشئين، وكذلك وصلنا صباح أمس (الأربعاء) تقرير الحكم، ونحن بدورنا رفعناها للجنة الانضباط في اتحاد القدم لأنها هي الجهة الرسمية، للنظر والفصل في مثل هذه الأحداث» واستطرد: «أتمنى ألا يسألني أحد عما ورد في التقرير، وسأقول ذلك وأنا صادق فيما أقول، فأنا لم أقرأ التقريرين واكتفيت بالتوقيع على الخطابين فقط حتى لا يأتي شخص ما ويقول إنني تدخلت وعدلت في التقرير وأضفت، أما مباراة النصر والهلال لكأس الاتحاد لدرجة الشباب فلم يصلنا عنها أي شيء حتى الآن، وأنا كنت حاضراً مباراة الشباب والأهلي في ملعب الأول». وحول طلب إدارة نادي الهلال تكليف طاقم تحكيمي أجنبي لقيادة المباراة الجماهيرية المنتظرة والتي ستجمع الهلال بالنصر في الجولة ال10 من منافسات دوري عبداللطيف جميل السعودي للمحترفين، قال: «أرجو ألا يفهم البعض أننا نرفض حضور الحكم الأجنبي في ملاعبنا على رغم يقيننا بأن الأخطاء ستظل موجودة سواء مع الحكم السعودي أم الأجنبي، ولكن المشكلة تباين عملية التعامل مع الأخطاء فيما بين الحكم السعودي ونظيره الأجنبي». ورداً على ما يتردد عن رغبة أطراف عدة في إقصائه من منصبه قال: «أنا ولله الحمد رجل مؤمن بالقضاء والقدر، وما كتب لأي إنسان سيحدث مهما كان الأمر، ومن هذا المنطلق حتى لو كان هناك أشخاص يسعون لإسقاطي فهذا لن يحدث إلا في شيء كتبه الله لي، ولكن إذا كان هناك أي حكم أو مقيم أو محاضر لديه ملاحظات علي شخصياً أو على لجنة الحكام فالباب مفتوح، ونحن نستقبل كل الآراء والانتقادات الهادفة والتي تسعى للمصلحة العامة وليس فقط الانتقادات التي هدفها الشخصنة فقط». وحول تواصل الغضب تجاهه وتجاه لجنة الحكام من مسيري نادي التعاون وعشاقه، قال: «أتعامل مع التعاون كما أتعامل مع أي ناد آخر، يعلم الله أنني لا أفرق بين الأندية، وأتمنى من بعض التعاونيين أن لا يعتقدوا أنني أعمل ضد ناديهم، أنا أحترمهم وأقدرهم مثل أي ناد آخر» وتابع: «يجب أن يعلم التعاونيون أني ليس لدي مواقف سابقة، وإذا كان لديهم شيء معين لا أعرفه فهذا أمر آخر، لكن أنا رجل واضح وصريح وشفاف مع كل الأندية، ولا أقبل أن يفوز فريق أو يخسر ويكون للتحكيم دور في ذلك». وواصل المهنا: «أتحدى أياً كان أن يأتي ويقول إنه سبق لي أن طلبت من حكم أن يسهم في فوز فريق وخسارة آخر طيلة الفترة الماضية التي تسلمت فيها لجنة الحكام بصفة مسؤول». وعن مطالبة التعاونيين بمعاقبته بعد رفعه خطاباً إلى «فيفا» على خلفية مباراة التعاون والشباب في الموسم الماضي في القصيم التي شهدت أحداثاً عدة بدعوى عدم نقله الحقيقة في ذلك الخطاب، قال: «أحترم جميع الآراء، وإذا كنت فعلاً أخطأت في حق أي شخص أو ناد وثبت ذلك على أرض الواقع، فأنا أول المؤيدين لإيقاع العقوبة بحقي، ولكن من يميز هذه الأخطاء؟ إذ يجب أن يكون ذلك من وجهة نظر الاتحاد السعودي أو الاتحاد الدولي وليس من وجهة نظر محلل أو مقوم أو شخص أياً كان، أنا رجل لا أخاف إلا من الله». وعن المعايير التي يتم من خلالها تكليف حكام مباريات الدوري، قال: «لدينا حكام محددون لدوري عبداللطيف جميل سواء أكانوا حكام ساحة أم مساعدين، لكن نحن ندرس كل المباريات في كل أسبوع، ونضع الحكم المناسب في المكان المناسب من وجهة نظر اللجنة وليس من وجهات نظر الآخرين، ونحن أنهينا الجولة السادسة من الدوري بمعدل 42 مباراة، لم يحضر فيها الحكم الأجنبي حتى الآن، وفي الجولة الأولى والثانية كان هناك أخطاء مؤثرة، والحمدلله في هذا الموسم عاد الحكم السعودي لقيادة مباريات كبيرة غاب عنها الحكام السعوديون فترات طويلة من الزمن». وتابع: «رسالتي إلى كل منتم إلى الوسط الرياضي أن عليهم الثقة بكفاءة الحكم السعودي، ونحن نعترف بالأخطاء، ولكن الأكيد أنه لا يوجد حكم يتعمد هزيمة فريق، ولكن نريد الشارع الرياضي أن يعرف جيداً أن الهم الأكبر للحكم ولجنة الحكام هو نجاحهم كما هو هدف كل ناد». وعن الاجتماع الذي عقدته اللجنة مع أعضائها أمس الأربعاء، قال: «يعتبر الاجتماع الثاني منذ تشكيل اللجنة وفيه تمت مناقشة أمور عدة من بينها الدورات الدولية أو الخاصة بالناشئين والشباب، وكأس الأمير فيصل بن فهد ودوري الدرجة الثانية والأولى، وهناك مقترحات عن الاجتماع الشهري وسبل تطويره، واتخذنا قرارات عدة أتمنى أن تكون مثمرة». ورفض المهنا فكرة إلغاء اللقاء الشهري للجنة، وقال: «الحكم الذي يثق بنفسه وقدراته لا يتأثر بحضور الإعلام أو عدمه، وهمنا من اللقاء الشهري هو أن نقول الحقيقة، وأنا أتفق أن هناك بعض السلبيات، وسيتم تلافيها، والقريب من اللجنة يعرف أننا نوقع العقوبات على أي حكم في حال وقوع أخطاء مؤثرة وقوية في أية مباراة تتغير فيها نتائج فرق، وبالمناسبة ف«فيفا» ضد إعلان عقوبات الحكام في شكل علني، ولكن أي حكم يقع في أخطاء كما ذكرت سيتم تجميد نشاطه مدة أسبوعين على الأقل».