لا تحتاج بعض القضايا الرياضية إلى الكثير من الطرح ولا حتى النقاش الجماهيري اليومي في مواقع التواصل الاجتماعي، بعض القضايا من المخجل أن تظل عالقة في أذهان الجماهير وفي أحاديثهم الساخرة والجادة. ال«CD»، الشغل الشاغل للجماهير في الفترة الأخيرة على رأس تلك القضايا التافهة والمسيئة إلى الرياضة، جماهير تخرج يومياً للتندر على رئيس لجنة وأخرى تدافع عنه وتنتظر حضوره للدفاع عن نفسه، جماهير تشتكي من الظلم وأخرى تقول إن العدل موجع، وبين هذا وذاك غابت الحقيقة البسيطة «التافهة». الحقيقة البسيطة تقول إن رئيس لجنة الانضباط أكد توفر مادة رسمية مسجلة توضح الهتافات العنصرية، المادة بحسب إبراهيم الربيش منسوبة إلى الناقل الرسمي «الرياضية السعودية»، الأخير أنكر تسليم أية مادة أو حتى تقدم اللجنة بطلب للحصول عليها. هنا، في المنطق الطبيعي تنتهي القصة يفترض أن تسأل اللجنة عن حقيقة حديث رئيسها وإن ثبت أنه «أخفى» الحقيقة أو «حوّرها» أو «ألّف» غيرها أو «كذب»، تنتهي علاقته باللجنة أو بأية لجنة غيرها، الأمر بسيط وواضح لا يمكن أن تتطبق العقوبات بناءً على أدلة متوقعة أو آراء جماهيرية، تخيلوا أن هذه اللجنة قررت الاستمرار في تطبيق العقوبات وادعاء توافر الأدلة، حينها تنتهي كرة القدم السعودية، السؤال هنا لا علاقة له بحقيقة الهتافات العنصرية السؤال محصور في حقيقة الإثبات، فليس لرئيس أية لجنة الحق في تغيير الحقيقة لتتوافق وقراره. في المقابل قد تكون لرئيس لجنة الانضباط رواية أخرى تدحض التهم الموجهة إليه، وهذه أيضاً يفترض أن تخرج على الملأ، فمن غير الطبيعي أن يترك الربيش ولجنته عرضة للتشكيك الجماهيري اليومي دون رادع. الحل أعلاه ليس نتاج عبقرية فريدة أو استثنائية هو فكرة بسيطة تقول من دون شرح طويل «جردوا الحقيقة من ثيابها»، جربوا الصدق والوضوح مرة وتلمسوا قدرتها على وأد الجدل الرياضي في مهده وإخماد ثورة التعصب، اتركوا الروايات الجانبية، عاقبوا المخطئ أياً كان الهلال أو النصر أو غيرهما، عاقبوا الجميع بالقانون الواضح الذي لا يقبل لبساً مستفزاً. شخصياً لست معنياً بكون هذا هلالياً وذاك نصراوياً، لكنني سأظل مقتنعاً بأنه من غير المنطقي أن تستعين اللجان بمن يجهلون الرياضة أو لا يتابعون أنديتها، ما يعني أنهم سيبنون عبر الأعوام ميولهم وذلك أمر طبيعي، فهو لا يعني أن أحمد عيد مثلاً سيوفر الخدمات كافة للأهلي بحكم أنه لعب له يوماً ولا يعني في المقابل أن عبدالله البرقان سيسجل لاعبي الهلال بالمجان لأنه لعب في الهلال، ولا أن الربيش باعتبارها مشجعاً للنصر سيطبق العقوبات على الخصوم دون رادع. ليفعلوا ما شاءوا، اتركوا لهم الحرية المطلقة، لكن متى أخطأوا حاسبوهم تدخلوا وأوقفوهم، أما هنا وفي حكاية الCD فابحثوا عن الحقيقة فقط وعلى الكاذب أياً كان أن يتحمل العقاب، وارحمونا أرجوكم من «سخافة» الCD.