انتقد الرئيس الأميركي باراك أوباما الصفحة الإلكترونية لبرنامجه الصحي قائلاً إنها بطيئة ولا تعمل كما يجب، ولكنه دافع عن البرنامج قائلاً إنه يوفر التأمين الصحي الرخيص والجيد لملايين الأميركيين الذين يعيشون من دون تأمين صحي. وقال في خطاب ألقاه في حديقة البيت الأبيض إن «الصفحة تعمل ببطء والناس يتأخرون ويعلقون أثناء شراء التأمين، وليس هناك من هو أكثر إحباطا مني، خصوصاً لأنني أعرف أن التأمين نفسه جيد». وبرنامج الرعاية الصحية الذي مررته الإدارة الديموقراطية لأوباما، هو محط انتقاد الجمهوريين، الذين أعاقوا عمل الحكومة لأكثر من أسبوعين، هذا الشهر، في محاولة لإلغائه أو تأجيله. وفيما استأنفت الحكومة الفيديرالية العمل تبقى انتقادات الجمهوريين مستمرة، خصوصاً حيال المشاكل التقنية التي تعانيها الصفحة الإلكترونية. وأحد أكبر عناصر برنامج الرعاية الصحية، والذي دخل حيز التنفيذ هذا الشهر، هو موقع healthcare.gov وهو عبارة عن سوق إلكترونية تسمح للأميركيين غير المؤمّنين بتصفح الخيارات المتاحة لهم ومقارنتها وشراء التأمين الذي يناسبهم. وترى الإدارة أن سبب المشاكل هو الضغط الناتج من لهفة الناس لشراء التأمين. وتصر الإدارة على أنها تعمل على قدم وساق لإصلاح المشاكل التقنية، مشيرة إلى أنه عنصر واحد فقط من البرنامج الذي يهدف إلى خفض سعر التأمين وتوفيره للجميع. وهناك أكثر من 20 مليون زائر للصفحة حتى الآن ونحو نصف مليون حاولوا شراء التأمين الصحيِ من خلالها. أما الجمهوريون فوجدوا في المشاكل التقنية منفذاً لانتقاد الديموقراطيين. وطالب عدد منهم وزيرة الصحة كاثلين سابيليوس بالاستقالة. ووصف جون ماكين، وهو عضو جمهوري في مجلس الشيوخ، وصف في مقابلة على قناة «سي أن أن» البرنامج «بالإخفاق التام» وقال مازحاً إن على أوباما أن يرسل طائرته لتنقل الأذكياء من سيليكون فالي، مركز التقنية الإلكترونية في كاليفورنيا، إلى واشنطن، ليصلحوا الصفحة الإلكترونية». وأضاف: «إنه أمر مثير للسخرية والكل يعرف ذلك». وقال عضو جمهوري آخر في مجلس الشيوخ، هو ماركو روبيو، في مقابلة مع محطة «فوكس» إن إنشاء صفحة إلكترونية يذهب الناس إليها لشراء شيء ما ليس بالأمر المعقد هذه الأيام. وأضاف إن «فشل الحكومة الفيديرالية في إنشاء صفحة لبرنامج الرعاية الصحية لا يبشر بالخير لهذا البرنامج». وقال أوباما في خطابه في حديقة البيت الأبيض إن في إمكان الأميركيين استخدام الهاتف للحصول على المعلومات ذاتها، وأشار إلى أن لديهم أشهراً قبل الموعد النهائي لشراء التأمين. وقال إن «الجمهوريين جعلوا من معارضة برنامج الرعاية الصحية خطتهم الوحيدة، بل هو الهدف الوحيد الذي يوحدهم وهم أغلقوا الحكومة من أجل ذلك والآن جعلوا من انتقاد الصفحة الإلكترونية أولوية». وسارع أوباما لمساعدة امرأة حامل فقدت وعيها لوقت وجيز وكادت تسقط أرضاً خلال إلقائه الكلمة في البيت الأبيض عن المشاكل التي يواجهها الأميركيون عند محاولتهم التقدم بطلب للحصول على رعاية صحية. وأفاد البيت الأبيض بأن أوباما أوقف كلمته وسارع للإمساك بامرأة حامل تدعى كارمل أليسون، وهي تعاني السكري من النوع 1. وأوضح أن أليسون تعاني السكري منذ كانت في التاسعة من العمر، وهي تحمل بطاقة التأمين عينها منذ ذلك الحين على رغم ارتفاع التكاليف، خوفاً من ألا تتمكن من إيجاد تغطية صحية مناسبة لها نظراً إلى وضعها الصحي. ولفت إلى أن أليسون شعرت بدوار خلال كلمة أوباما المطولة عن المشاكل التي يواجهها الأميركيون عند محاولتهم التقدم بطلب للحصول على رعاية صحية، وقد أوقف أوباما كلمته واستدار نحوها وأمسك بها، وشعرت بتحسن بعدها ورافقها مساعدو الرئيس الأميركي فيما صفق لها الحاضرون. ومازح أوباما قائلاً: «هذا ما يحصل عندما أطيل الكلام». وبدورها كتبت أليسون تغريدة عبر موقع «تويتر» قالت فيها، «أنا بخير، وكان مجرد دوار بسيط، شكراً باراك أوباما لإمساكك بي! والأمر الجيد هو أن هذه الحامل التي تعاني من السكري حامل».