القضية الفلسطينية مطروحة على الساحتين الدولية والعربية منذ 60 عاماً ولا تخلو منها أي أجندة في العالم، والكل أمتطى هذه القضية وكيفها بطريقته حتى أصبحت ورقة صالحة تأتي ثمارها في أي مجال، والذي لا نعرفه أنها استخدمت على كل المستويات وفي أكثر من موقع دولي، والأدلة كثيرة، وسأكتفى بأهم الجهات التي كانت هذه القضية أهم المتطلبات الداعمة لتحقيق بعض أهدافها. أولاً: مجلس الأمن، هو الجهة المعنية والقادرة على اتخاذ القرارات الملزمة، وقد أصدر الكثير منها عدا القرارات الخاصة بالقضية الفلسطينية، تصدر وتبقى في أدراج مجلس الأمن ولا تحظى بأي آلية تنفيذ، هذا هو الموقف لمجلس الأمن، والسبب نعرفه جميعاً «الفيتو» الذي لا يمكن ان يمر قرار ملزم بوجوده، وكذلك الأمين العام لمجلس الأمن لا يمكن ان يحظى بها إذا دعم أي قرار، فهناك دول معينة تدعم إسرائيل سياسياً في مجلس الأمن، والأمين العام السابق لمجلس الأمن الدكتور بطرس غالي لم يحظ بفترة ثانية، وهذا تأكيد على ان تأثير القضية الفلسطينية وصل إلى هذا المستوى. ثانياً: الرئاسة الأميركية ودور اللوبي الصهيوني وتأثيره فيمن يكون سيد البيت الأبيض، أي مرشح للرئاسة يجب ان يوجه إلى الكيان الصهيوني، إذ يطرح من خلاله برنامجاً يدعم إسرائيل سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، فالمتجه إلى البيت الأبيض لا بد ان يسلك الطريق الذي يمهده اللوبي الصهيوني، فهل أحد ينكر تأثير القضية الفلسطينية، من المؤكد ان لها تأثيراً في أكثر من اتجاه. على المستوى العربي فقد كانت المطية الأولى، خصوصاً في فترة الانقلابات التي سادت المنطقة، فأي انقلاب نجد الفقرة الأولى في بيان الثورة أو الانقلاب عن القضية الفلسطينية، وان قائد ااأنقلاب هو الذي سيأتي بما لم يأتِ به الأوائل. إذاً فالقضية الفلسطينية مفصلية ويجب ان تبقى على وضعها هذا دعماً وسنداً لكل من يستطيع توظيفها لصالحه. الآن الوضع مختلف ولم يعد استغلال القضية الفلسطينية لدعم المواقف الواردة سابقاً وذبحها من الوريد إلى الوريد وبسكين أهلها... فماذا يعني حكومة في قطاع غزة وأخرى في الضفة، أهو القضاء على ما بقي من المساحة؟ أم تدمير للجهود الدولية والعربية التي بدأت بعد الجريمة التي نفذت في قطاع غزة؟ أم الرغبة في بقاء الحصار وعدم فتح المعابر التي شكلت «حماس» عائقاً لإجبار إسرائيل على فتحها؟ أم بداية النهاية للنضال الفلسطيني؟ هذا وأدعو الله الهداية لمن ضل.