صحا العراقيين في أول أيام عيد الأضحى على مجزرة في احد مساجد كركوك (240 كلم شرق بغداد) بتفجير عبوة ناسفة في مصلين. ويشتبه بتورط مجموعات تابعة لتنظيم «القاعدة» في الحادث، فيما شهدت بغداد إجراءات أمنية مشددة شارك فيها الحرس الرئاسي وعملية استباقية شملت أحياء متفرقة وأسفرت عن اعتقال عدد من المشتبه بهم. وأعلنت شرطة كركوك، امس، أن 12 شخصاً على الأقل قضوا في تفجير عبوة ناسفة كانت مزروعة قرب مسجد القدس في حي الضباط ، وسط المدينة، عند خروج المصلين بعد صلاة العيد. ووقع الهجوم، على رغم الإجراءات الأمنية المشددة، ومنها إطلاق عملية واسعة جنوب غربي كركوك تنفذها الفرقة 12 لملاحقة المسلحين في بلدات الرياض والعباسي والحويجة والقرى التابعة لها. وفي بغداد استبقت قوات الأمن عطلة العيد بعملية أمنية لمطاردة مطلوبين في أحياء العامرية، والغزالية، والباب الشرقي والعامل، أسفرت عن اعتقال عدد كبير من المطلوبين والمشتبه بهم، بينهم مصري وآخر آسيوي مقيمون في البلاد بطريقة غير شرعية. وأعلنت قيادة عمليات بغداد في بيان منع حركة الدراجات النارية والهوائية والعربات التي تجرها الحيوانات، اضافة إلى حركة السيارات التي لا تحمل لوحات تسجيل. ودعت المواطنين إلى حمل هوية الأحوال المدنية، وأشارت إلى أن «هذه الإجراءات تأتي من أجل تفويت الفرصة على العصابات الإرهابية وتأمين سلامة المواطنين خلال أيام عيد الأضحى المبارك». وللمرة الأولى يتم إشراك احد ألوية الحرس الرئاسي في العمليات الأمنية، وهي قوات غير خاضعة لسلطة مكتب القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء نوري المالكي) وغالبية عناصرها وقياداتها من الأكراد. وعزا العميد سعد معن الموسوي، الناطق باسم وزارة الداخلية، في بيان الاستعانة بالحرس الرئاسي إلى « تعزيز قوة الحماية المسؤولة عن مناطق الكرادة وتأمين أماكن التسوق والتبضع المزدحمة ثم وضع الفوج الأول التابع للواء الرئاسي بإمرة الفرقة الأولى في الشرطة الاتحادية خلال أيام عيد الأضحى المبارك». وقطع الجيش الطرق المؤدية إلى متنزه الزوراء في جانب الكرخ ما أدى إلى ازدحامات خانقة في التقاطعات المرورية القريبة دفعت آلاف الأهالي إلى قطع مسافات طويلة مشياً على الأقدام للوصول إلى أحياء المنصور والعلاوي والطوبجي والحرية والقادسية. وفي النجف (180 كم جنوب بغداد) أعلنت اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة نشر قوات مشتركة من الجيش والشرطة وحرس الحدود في البادية لمنع أي تسلل من الصحراء إلى داخل المدينة التي تشهد توافد زوار شيعة إلى مرقد الإمام علي بن أبي طالب. وتضمنت الخطة أيضاً نشر 3 أطواق حول المدينة القديمة، فيما تم رفع مقترح حول عدم غلق المدينة القديمة بشكل كامل وفتحها إمام أهالي المدينة ليتسنى لهم الدخول والخروج وفتح شارع كربلاء والحولي الجنوبي والشمالي أمام الزوار والوصول إلى ساحة الوقوف القريبة من مرقد الإمام. وفي الناصرية استبقت الشرطة مناسبة العيد بعملية أمنية منعت فيها دخول العجلات إلى مركز المحافظة بإغلاق مداخل المدينة وفرضت إجراءات أمنية مشددة في السيطرات بمداخلها الأربعة وشمل المنع المركبات القادمة من الأقضية والنواحي والمحافظات المجاورة . ونشرت أكثر من 700 عنصر استخباري من منتسبيها يرتدون زياً مدنياً في السيطرات وقرب المدارس والمؤسسات الحكومية والأماكن العامة، فضلاً عن توزيع المئات من مصادرها في مركز المدينة ومدن المحافظة الأخرى. وفي واسط، كشف اللواء رائد شاكر جودت، قائد الشرطة خلال مؤتمر صحافي خطته الأمنية خلال عطلة العيد وقال إنها «تتركز على توفير الحماية الكافية للمواطنين لا سيما في الأماكن الترفيهية التي نتوقع أن تشهد كثافة بشرية وزخماً كبيراً من قبل المواطنين» وأكد أن «الخطة الجديدة ستكون محكمة وقوية ضد الخارجين عن القانون والجماعات الإرهابية التي تسعى إلى استغلال مثل هذه المناسبات».