توقع تقرير شركة «المزايا القابضة»، أن يشهد الإنفاق الإعلاني الخليجي عموماً وفي الإمارات خصوصاً، «ارتفاعاً لافتاً خلال ما تبقى من هذه السنة وفي الأعوام المقبلة». وأشار إلى أن تزامن شهر رمضان المبارك مع عودة الطلاب إلى المدارس والجامعات من جهة، وافتتاح مترو دبي وبوادر الانتعاش الاقتصادي من جهة أخرى، «ستساهم في إعطاء الإنفاق الإعلاني في دبي دفعة قوية تعوض بعض إيرادات قطاع الإعلانات في الإمارة، بعد تراجعها متأثرة بتباطؤ قطاع العقارات، الذي احتل سنوات صدارة الإنفاق الإعلاني في الإمارات والمنطقة عموماً». وكان الإنفاق الإعلاني في الإمارات تراجع في الأشهر السبعة الأولى من السنة بنسبة 28 في المئة، ليصل إلى 2.9 بليون درهم في مقابل ما يزيد على 4 بلايين درهم في الفترة ذاتها من العام الماضي، استناداً إلى إحصاءات المركز العربي للبحوث والدراسات «بارك». ولفت التقرير إلى أن عشرات المحطات والجسور والأنفاق التي يمر عبرها مترو دبي، «ستوجد سوقاً جديدة تفتح شهية المعلنين، وسط رهان هيئة الطرق والمواصلات على مجابهة التحدي الأبرز المتمثل بتغيير عادات سكان دبي، وتشجيعهم على استخدام مترو دبي والمواصلات العامة، بعدما بات التنقل في دبي صعباً نتيجة الازدحام اليومي الذي أفرزته الطفرة الاقتصادية في دبي على مدى 6 سنوات متواصلة». وتوقعت «مزايا» في تقريرها، أن يستخدم مترو دبي، نحو 1.2 مليون راكب في اليوم، 27 ألفاً في الساعة على كل خط، و355 مليون راكب سنوياً لدى تشغيل الخطين معاً، اللذين سيقطعان مسافة 70 كيلومتراً تتخللها 47 محطة منها 9 محطات تحت الأرض، ما يعني ان جمهوراً كبيراً سيستقطب أنظار المعلنين. وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، دشن في افتتاح رسمي «الخط الأحمر» من مترو دبي. ويذكر ان حوالى 10 آلاف عامل اشتغلوا بإشراف أكثر من 500 مهندس على بناء نظام المترو. وسيُدمج بالكامل مع شبكة المواصلات العامة في دبي، التي تشغّلها هيئة الطرق والمواصلات، ليكون لدى اكتماله أطول نظام مترو يعمل آلياً والأول من نوعه في الشرق الأوسط. إلى ذلك، وقعت هيئة الطرق والمواصلات في دبي عقد إعلانات مترو دبي مع تحالف من ثلاث شركات إعلانية يضم شركة «اس ام ار تي ميديا» السنغافورية، وشركة «كساب ميديا»، وشركة «ولمارك كميونيكيشن»، يخطط بموجبه التحالف المساحات الإعلانية وأعمال التصميم والتشغيل وتسويق الخدمات الإعلامية على محطات مترو دبي وعربات القطارات على الخطين الأحمر والأخضر، مدة عشر سنين. وأعلن التقرير أن إيرادات هيئة الطرق والمواصلات في دبي من مشروع الإعلانات في مترو دبي «ستبلغ 3 بلايين درهم، إذ يتضمن المشروع تأجير المساحات الإعلانية في محطات المترو ال 47 ، وكذلك في عربات القطارات على الخطين الأحمر والأخضر اللذين يبلغ طولهما 75 كيلومتراً منها 52 كيلومتراً للخط الأحمر و23 كيلومتراً للخط الأخضر. تُضاف إليها جسور المشاة والأنفاق وأعمدة مسار المترو، وفي مخارج الطوارئ وشاشات الصور المتحركة. وقبل ذلك أطلقت هيئة الطرق والمواصلات في دبي حملة تسويقية في نيسان (إبريل) الماضي، للترويج للمترو استحوذت على جانب كبير من الإنفاق الإعلاني في الإمارة. ورأت «مزايا» أن الإنفاق الإعلاني الكبير المرتبط بمترو دبي، إضافة إلى الإيرادات الأخرى من تأجير المحلات والمرافق في المحطات التي يمر فيها القطار، «ستساهم في دعم الناتج في دبيوالإمارات عموماً». وأشارت «مزايا»، إلى أن إحصاءات المركز العربي للبحوث والدراسات الاستشارية «بارك»، اكدت «احتفاظ الإمارات بموقع الصدارة في صناعة الإعلان في المنطقة العربية للعام الثالث، محققة أعلى قيمة إنفاق إعلاني في الأشهر الخمسة الأولى من السنة، بلغت 2.2 بليون درهم. وحلّ في المركز الثاني عربياً المملكة العربية السعودية ب 433 مليون دولار، ثم مصر بنحو 412 مليوناً. واستناداً إلى هذه الإحصاءات، سجل الإنفاق الإعلاني العربي في الأشهر الخمسة الأولى من السنة، ارتفاعاً وصلت قيمته إلى 4.14 بليون دولار في مقابل 3.7 بليون في الفترة ذاتها من العام الماضي، بنمو 11 في المئة. وخليجياً، استحوذت الإمارات على النصيب الأكبر من الإنفاق الإعلاني في المنطقة، إذ بلغت حصتها نحو 35.3 في المئة من الإجمالي لدول مجلس التعاون في مقابل 25.7 في المئة للسعودية، و21 في المئة للكويت و9.7 في المئة لقطر. فيما بلغت حصة عُمان 5.8 في المئة والبحرين 2.3 في المئة.