يجسد معرض «رفات» الذي افتتح في قاعة الرواق في الدوحة للمعارض الفنية أول من أمس، برعاية الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، مسيرة الفنان البريطاني داميان هيرست التي تمتد ربع قرن. المعرض الذي يعتبر الأول المنفرد لهيرست في الشرق الأوسط والمستمر حتى 22 كانون الأول (ديسمبر) 2014، يحتضن أكبر مجموعة من أعماله الابداعية المعاصرة والغريبة، إضافة إلى بعض الأعمال التي ستعرض للمرة الأولى. يهتمّ هيرست في معارضه بالبحث في العلاقة المعقدة بين الفن والحب والحياة والموت. ويقول: «لدي هوس بالموت، لكنني أنظر إليه كاحتفال بالحياة وليس أمر يدعو للحزن والكآبة». ومن الأعمال البارزة التي قدمها وتعرض في الدوحة، لوحات مزينة بالنقاط (Spot Paintings)، وسلسلة من الحيوانات المحفوظة في مادة الفورمالديهيد، إضافة إلى «الجمجمة الماسية: الحياة من أجل حب الله» (2007). تشهد أعمال هيرست عادة على ولعه الدائم بالموت وكيف يفرض نفسه بشكل يومي على الحياة، ومصير الجسد الحتمي بالزوال على رغم الثقة الكاملة والمتزايدة بالطب والدواء. ويستخدم هيرست تقنية وضع المشاهد في إطار، سواء في صناديق أو أحواض أو زجاج ليحضّ المتفرجين على التفكّر في دورة الحياة ومصارعة الحياة للموت والخلط بين الشفاء والمرض. يعتبر داميان هيرست واحداً من أنجح الفنانين المعاصرين بل من أثراهم مع ثروة بلغت قيمتها 215 مليون جنيه استرليني في عام 2010 بحسب قائمة صحيفة «صنداي تايمز» للأثرياء. وقدّم عدداً من الأعمال التي تربعت على عرش الإبداع في تاريخ الفن الحديث، وهو أبرز عضو في مجموعة «الفنانين البريطانيين الشباب» التي أنشئت في لندن أواخر الثمانينات، لتصبح واحدة من أهم الحركات الفنية المعروفة بالأعمال الجريئة والمثيرة للصدمة في بعض الأحيان، وقد لاقت استحساناً عالمياً ونجحت في بث الحياة في المشهد الفني البريطاني. ويقول جان بول إنجيلين، مدير إدارة برامج الفن العام في هيئة متاحف قطر: «بلغته الفنية الخاصة استطاع داميان هيرست أن يغير مفهومنا وفكرتنا عن لندن والمملكة المتحدة. قلّة هم الفنانون الذين كان لهم مثل هذا الأثر العميق على الثقافة العالية والعامة. إن هيئة متاحف قطر تفخر بتنظيم هذا المعرض مع داميان». يمثل معرض «رفات» جزءاً من سلسلة من المشاريع الثقافية التي باشرت فيها هيئة متاحف قطر بهدف الارتقاء ودعم الإنتاج الفني المحلي والعالمي وتعزيز تقدير الناس وفهمهم للممارسات الفنية وإيجاد فرص مؤاتية للحوار بين الثقافات. وقد تولى إدارة المعرض والإشراف عليه الكاتب والناقد المشهور على مستوى العالم القائم على المعارض فرنسيسكو بونامي الذي يشغل حالياً منصب كبير أمناء متحف الفن المعاصر في شيكاغو، بعدما تقلد مناصب عليا في مجال المتاحف والمعارض بما في ذلك المدير الفني لبيينالي البندقية 2003.