ودّع سكان جزيرة لامبيدوزا الإيطالية أمس، مئات من المهاجرين غالبيتهم من أريتريا والصومال الذين قضوا بحادث غرق زورقهم أثناء محاولتهم الوصول إلى الجزيرة الخميس الماضي. وألقى السكان، إكليلاً من الزهور في البحر، فيما أعلنت فرق الإنقاذ انتشال 111 جثة، متوقعة العثور على مزيد منها داخل حطام السفية الذي استقر على عمق 47 متراً تحت الماء وحوله، علماً أن حوالى 500 مهاجر تواجدوا على متنها لدى انطلاقها من سواحل ليبيا، وأنقذ 155 منهم فقط. وطالب رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك أرولت الدول الأوروبية بعقد «اجتماع سريع لإيجاد حل مناسب»، بعد مأساة غرق سفينة المهاجرين في لامبيدوزا، وقال: «لا يكفي التعاطف ويجب أن تهتم أوروبا بهذا الوضع المأسوي». وطالب رئيس الوزراء الإيطالي أنريكو ليتا الاتحاد الأوروبي ب «زيادة مستوى التدخل»، في وقت شهدت بلاده تدفق 30 ألف مهاجر ولاجئ هذه السنة. ودعا وزير الداخلية الإيطالي أنجلينو ألفانو إلى تغيير القوانين الأوروبية التي «تلقي على بلدان الوصول عبء الهجرة غير الشرعية»، ومراقبة سواحل تونس وليبيا التي ينطلق منها المهاجرون. وفي بروكسيل، اعتبر وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رايندرز أن مأساة لامبيدوزا «تؤكد ضرورة وضع سياسة أوروبية شاملة للهجرة، لا تشكل مراقبة الحدود الخارجية سوى احد عناصرها، إذ يجب تشديد مكافحة الشبكات الإجرامية التي تستغل بؤس المهاجرين، وتطوير برامج تسمح بتحسين ظروف الحياة في مناطق المصدر، وتعزيز التعاون مع دول المصدر ودول العبور». وفي دكار، أبدى اللقاء الأفريقي للدفاع عن حقوق الإنسان، وهو منظمة غير حكومية، «صدمته العميقة» لمأساة لامبيدوزا، ودعا الدول الأفريقية إلى التشاور حول الهجرة غير الشرعية لتفادي نزوح مواطنيها، وتكثيف العمل لاطلاع الشبان على أخطار الهجرة غير الشرعية وكونها «طريقاً للانتحار».