أظهر تقرير اقتصادي أن صادرات المملكة النفطية سجلت أعلى مستوى لها في شهر آب (أغسطس) الماضي، منذ شهر نيسان (أبريل) من العام الماضي، بدعم من ارتفاع أسعار النفط وزيادة الإنتاج، وسجلت 93 بليون ريال (24,8 بليون دولار). وبحسب تقرير حديث لدائرة الاقتصاد والبحوث في شركة جدوى للاستثمار، أصدرته أمس، فإن «أسعار النفط سجلت متوسطاً مرتفعاً خلال شهر أيلول (سبتمبر) من هذا العام، على رغم اتخاذها مساراً تنازلياً خلال الأسبوعين الأخيرين، وأضافت التوترات السياسية في الشرق الأوسط علاوة على مخاطر الأسعار المرتفعة أصلاً بسبب نقص الإمدادات، واقترب إنتاج الخام السعودي في تموز (يوليو) وأغسطس من أعلى مستوى له على الإطلاق سجله قبل 24 عاماً، وهو ما أدى إلى تحقيق إيرادات ضخمة من الصادرات النفطية. وذكر أن أسعار النفط ظلت عند مستويات مرتفعة طوال سبتمبر، وسجل خام برنت متوسط سعر شهري بلغ 113,6 دولاراً للبرميل، هو الأعلى خلال سبعة أشهر، في الوقت الذي رفعت فيه المملكة إنتاجها من النفط فوق مستوى 10 مليون برميل يومياً خلال يوليو وأغسطس. وأشار التقرير إلى تراجع نمو القروض المصرفية إلى القطاع الخاص خلال شهر أغسطس الماضي، على أساس المقارنة السنوية للشهر الثالث على التوالي، وأدى هذا التباطؤ مقروناً بتراجع طفيف في حيازة المصارف من أذونات الخزانة إلى ارتفاع ودائع المصارف لدى مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) الفائضة عن الاحتياط الإلزامي إلى أعلى مستوى لها خلال ثلاثة أشهر بنسبة 41 في المئة. ووفقاً للتقرير: «ارتفعت مطلوبات المصارف من القطاع الخاص قليلاً بنسبة 0,7 في المئة في أغسطس على أساس المقارنة الشهرية، مسجلة أدنى معدل نمو لها منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2012. كما تباطأ معدل النمو السنوي إلى 15 في المئة، وتراجعت حيازة المصارف من أذونات الخزانة في أغسطس للمرة الأولى خلال 12 شهراً، ومع ذلك لا تزال تفوق مستواها في أغسطس 2012 بنحو 40,6 في المئة». وأكد التقرير الذي حمل عنوان «الموجز البياني للاقتصاد السعودي - أكتوبر 2013»، أن الودائع المصرفية سجلت تراجعاً طفيفاً جراء زيادة الانخفاض في ودائع العملات الأجنبية، وواصل معدل القروض إلى الودائع ارتفاعه في أغسطس، مسجلاً أعلى مستوى له خلال 12 شهراً. وقال التقرير: «تراجعت الودائع المصرفية قليلاً بسبب الانخفاض في ودائع العملات الأجنبية تماشياً مع النمط الموسمي المعتاد، وعوضت الودائع الزمنية والادخارية جزءاً من خسائرها الشهر الماضي، بينما ظلت الودائع تحت الطلب عند مستواها من دون تغيير، ونتيجة لتراجع إجمالي الودائع، ارتفع معدل القروض إلى الودائع إلى 83 في المئة في أغسطس، وهو أعلى مستوى له في 12 شهراً». وبشأن الاقتصاد الفعلي، ذكر التقرير أن البيانات الاقتصادية تشير إلى تراجع واضح للاقتصاد في أغسطس الذي تزامن مع رمضان وعيد الفطر وذروة موسم العطلة الصيفية، وهبطت المؤشرات الشهرية للإنفاق الاستهلاكي ومبيعات الأسمنت إلى أدنى مستوياتها خلال أكثر من عام، في الوقت الذي هبطت فيه قيمة السحوبات النقدية من أجهزة الصرف الآلي في أغسطس إلى مستوى لم تشهده منذ شباط (فبراير) 2012، متراجعة بنسبة 11,7 في المئة على أساس المقارنة السنوية، ويعود هذا التراجع جزئياً إلى تأثير ذروة العطلة الصيفية وعيد الفطر اللذين تزامناً مع أغسطس.