لم يخض تشلسي الإنكليزي سوى 16 مباراة حتى الآن في الموسم في كل المسابقات، إلا أن عيون النقاد سارعت إلى استنتاجات أقرب إلى التحدي بأن هذا الفريق اللندني بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو قادر على إنهاء الموسم من دون هزيمة... فهل هناك أرضية صلبة يمكن أن يقف عليها «البلوز» بجعل هذا الأمر هدفاً له في كل مباراة يلعبها؟ بعد التعادل الأخير مع ماريبور السلوفيني في دوري الأبطال، فإن تشلسي تخطى أربع عقبات من ست في دور المجموعات من دون أية خسارة، في حين أنه تغلب في مباراتيه إلى الآن في كأس المحترفين، والأهم أنه فاز في ثماني مباريات وتعادل في اثنتين من 10 مباريات لعبها في الدوري الإنكليزي، وتتبقى له المشاركة في كأس إنكلترا التي تبدأ منافساتها في مطلع العام الجديد، لكن في الواقع أن يصبح الفريق «انفينسيبل» أو لا يقهر، هو تكرار ما فعله أرسنال في موسم 2003-2004 بإنهاء الموسم من دون أية هزيمة في الدوري فقط، وليس في كل المسابقات، فهل هو قادر على فعل ذلك، مع تبقي 28 مباراة لتحقيق هذا الأمر؟ مدرب كريستال بالاس نيل وآرنوك يعتقد أن بإمكان تشلسي تكرار إنجاز أرسنال، معتبراً أن أوجه التشابه كثيرة بين الفريقين، فلا توجد أية نقاط ضعف واضحة في فريق تشلسي الحالي، كونه يملك نجوماً في كل الصفوف، بل يملك نجمين كبيرين على الأقل في كل مركز. لكن قلب دفاع «البلوز» غاري كاهيل اعتبر أن تركيز زملائه ينصب على إحراز الألقاب أكثر من تكرار إنجاز أرسنال، لكن مدافع «الغانرز» في ذلك الموسم مارتن كيون اعتبر أن فريق تشلسي الحالي هو الأفضل في تاريخ البريمير ليغ. ومع تصدر تشلسي بفارق 4 نقاط من 8 انتصارات وتعادلين فإن كاهيل يقول: «الفوز بالألقاب بدلاً من أن يحظى بفريق لا يقهر هو الهدف الرئيس لنا... في الواقع سمعنا هذا الكلام كثيراً في الآونة الأخيرة ولم نملك سوى الضحك، لأنه ليس بيننا من يتحدث عن هذا الأمر، فقط الصحف ومن هم خارج النادي يتحدثون عن هذا الأمر، لكنه ليس أمراً يناقشه اللاعبون حالياً»، وأكمل: «بعد بدايتنا الجيدة في الدوري ومسابقات الكؤوس فإن عدم هزيمتنا يضايق منافسينا ويربكهم، وبالتالي فإن إطلاق التكهنات مثل إنهاء الموسم من دون هزيمة هو عامل يهدف لتشتيتنا واستفزاز الفرق المنافسة، وحثها على الفوز علينا، لكن إلى الآن الأمور تسير بشكل رائع، ونحن فخورون بما حققناه». وأضاف كاهيل: «عادة يتعرض الفريق لضغوطات كبيرة عندما يفشل في تحقيق الانتصارات، لكن هذا لا يحدث لنا، فلا داعي لشعورنا بالضغوطات، لأننا لا نخسر، وعلى النقيض فقد يكون هذا الأمر عاملاً إيجابياً لنا وسلبياً على الفرق المنافسة، إذ نرى بعض الفرق التي نقابلها تستسلم وترى الهزيمة في وجوه اللاعبين قبل بداية المباراة، وحتى في أسوأ الأحوال عندما واجهتنا مصاعب في بعض المباريات الأخيرة فإننا نجحنا في البقاء غير مهزومين». في المقابل، رفض المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو رفضاً قاطعاً فكرة إنهاء تشلسي الموسم من دون أية هزيمة، وقال: «لا أعتقد أنه بإمكاننا فعل ذلك... عندما حقق أرسنال هذا الإنجاز كان أمراً فريداً من نوعه، وهو من الأمور التي تحدث مرة واحدة في العمر... أنا لا أرى إمكان تكراره.. في كرة القدم الحديثة، ومع التنافس الشرس في البريمير ليغ، فإن حدوث هذا الأمر مع بطل للدوري لم يهزم فإنه سيسجل في كتب التاريخ على أنه حالة فريدة لن تتكرر... حدثت للمرة الأولى والأخيرة».