عقد مجلس الشورى اليوم جلسته العادية الخامسة والأربعين برئاسة رئيس المجلس الدكتور عبد الله آل الشيخ وبحضور رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، وعدد من مسؤولي الهيئة. وأوضح مساعد رئيس المجلس الدكتور فهاد الحمد أن رئيس المجلس استهل الجلسة بكلمة أكد فيها أهمية ما تقوم به الهيئة من أعمال لها انعكاسات على جوانب متعددة في الاقتصاد الوطني، لافتاً النظر إلى أن الهيئة حققت نجاحات واعدة في المحافظة على النهج الأصيل لبلادنا، ومعاصرة متطلبات العمل السياحي والآثار، إذ حافظت على صيانة الآثار من دون أن تخالف الشريعة الإسلامية. من جانبه قال الأمير سلطان بن سلمان: "نحن في الهيئة استفدنا كثيراً من ملاحظات وتوصيات المجلس التي جاءت مهمة وإيجابية وكان لها دور فاعل ومؤثر في اختصاص الهيئة بما انعكس على أعمالها وما تقوم به وما تقدمه من عمل وإنجاز". ورحب الأمير سلطان بن سلمان بأسئلة الأعضاء مؤكداً حرصه على أن تكون الأسئلة مباشرة وناقدة لأعمال الهيئة للوصول إلى الهدف المنشود. وأثنى رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار على ما يشهده قطاع السياحة من تقدم وتطور مستمرين بدءاً بقبول المواطنين واندفاعهم الكبير تجاه السياحة الداخلية، مبيناً أن المواطن أصبح يرى أهمية السياحة في وطنه وهذا فتح الباب أمام انتقادات تقدم لنا عبر الإعلام إذ نعد ذلك بمثابة دافع للهيئة للتحرك تجاه تحسين وتطوير المشاريع السياحية. وأضاف أن الهيئة باتت قادرة على الاستحواذ على قدر كبير من وقت المواطن في السياحة الداخلية، عبر تخطيط يركز في أساسه على مبدأ محاولة الإبقاء على المواطن في بلاده والتعرف عليها وليس على ما يدفعه في اقتصاديات بلدان أخرى. وكشف الأمير سلطان بن سلمان أن قطاع السياحة يعد ثاني أكبر قطاع اقتصادي في المملكة فيما يخص توفير فرص العمل وسعودة الوظائف، إذ وفر أكثر من مليون فرصة عمل للسعوديين الذين يعدون مثالاً جاداً وعملياً من خلال تجاربنا في العمل معهم، إذ لمسنا الإقبال من الشباب الجاد في العمل في هذا القطاع الناشئ، مشيراً إلى أنه بحسب تأكيدات المسؤولين في العمل أن القطاع سيكون أفضل قطاع على الإطلاق في توفير فرص العمل. وأوضح أن الهيئة نجحت في خوض تجربة لقيت إشادة متخصصين في البنك الدولي وهذا ما أكدته كثير من دراساتهم وهي تجربتنا في إنشاء اتفاقيات الشراكة مع مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، إذ بلغ عدد اتفاقيات الشراكة التي تم توقعيها 88 اتفاقية، استطعنا إدارتها من خلال المتابعة والمفاوضات، وعملنا على اصطحاب عدد من المسؤولين في الجهات الحكومية إلى رحلات تعليمية في مجالات متعددة كالتنمية والتطوير لفعاليات السياحة والتراث العمراني. وقال سلطان بن سلمان إننا استطعنا في هيئة السياحة من خلال العمل المستمر والدؤب أن ننتقل من مرحلة التراث العمراني الآيل للسقوط إلى التراث العمراني القابل للازدهار، ونحن الآن نعمل على مئات المواقع التراثية التي لو أسعفتنا الموارد المالية المناسبة لكنا قد انجزنا أكثر مما أنجز بكثير. وبين مساعد رئيس مجلس الشورى أن الأمير سلطان أجاب بعد ذلك على عدد من الأسئلة التي استهلت بالأسئلة المقدمة من المواطنين التي تلقتها لجنة الشؤون الاقتصادية والطاقة . ففي إجابة عن سؤال عن عدم توافر البنى التحتية الملائمة خصوصاً خارج المدن الكبرى للأماكن السياحية بما لا يمكن القطاع الخاص بالاستثمار فيه قال: " إن القيادة توجه دائماً وتذلل العقبات للبدء في توفير البنى التحتية للأماكن السياحية، وأن تشترك الدولة مع القطاع الخاص في ذلك" لافتاً الانتباه إلى أن مشروع العقير السياحي خير مثال على تلك الشراكة . وقال " إن العمل جار على إنشاء شركة حكومية قابضة يملكها صندوق الاستثمارات العامة لإيصال الخدمات للمناطق السياحية الجديدة "، مبيناً أن الهيئة جاهزة لتقديم ستة مواقع سياحية جديدة تستطيع الشركة البدء فيها فور إطلاقها . وكشف رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أنه سيوقع قريباً محضر تطوير محافظة الطائف كمنطقة سياحية، إضافة إلى أن هناك خططاً مماثلة لجزيرة فرسان. وعن تأثير نزع الملكيات لخطط التوسعة في الحرم النبوي على القطاع الفندقي، والآثار المحيطة قال سموه " إن توجيهات خادم الحرمين الشريفين أكدت على الحفاظ على مواقع التراث والآثار وهو ما روعي في مكةالمكرمة وسيراعى في المدينةالمنورة، مشيراً إلى أن الهيئة تعمل من خلال برنامج متكامل هو برنامج المحافظة على مواقع التاريخ الإسلامي، إذ سيتم قريباً صيانة بئر طوى، وغار حراء ومنطقة جبل أحد ومواقع المعارك الإسلامية في إطار البرنامج . وعن مدى تأثير الإنفاق السياحي على القطاعات الاقتصادية الأخرى قال: "إن المليون ريال في مشروع سياحي يولد حمس فرص عمل مباشرة ، وأن المردود المتوقع لمشروع العقير رغم التحفظ في التقديرات يقارب 18 في المئة"، لافتاً الانتباه إلى قرب الشروع في دراسة ربط سكة الحديد بين الرياض والعقير. ودلل الأمير سلطان بن سلمان على جاذبية القطاع السياحي للعمل فيه بأن فرص العمل تزايدت إذ كانت قبل سنوات تقارب 230 ألف وظيفة وزادت حالياً إلى مليون وظيفة تقريباً. وعن تزايد سياحة المواطنين في خارج المملكة قال سموه " إننا في الهيئة نلمس وجود المواطنين في خارج المملكة لغرض السياحة لكننا نلمس أيضاً مبالغة فيما تنقله وسائل الإعلام عن أعدادهم " . قائلاً " إننا لا نعده فيما مضى ظاهرة سلبية إذ إن السائح السعودي تعلم من السياحة الخارجية في ترتيب جدوله ومواعيده، ويعود ليدفعنا نحو مزيد من العمل لنطور من أعمالنا والخدمات التي نقدمها " . وأبان أن الهيئة تعمل مع الخطوط الجوية العربية السعودية على توفير المقاعد الكافية للوجهات السياحية كما نعمل مع وزارة النقل على تهيئة الطرق الآمنة للوصول للمناطق السياحية ، كما يجري تطوير لائحة تنظيمية فيما يخص استراحات الطرق وستطبق بحزم . ورأى رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن الهيئة لا تملك إجبار من يرغب بالسياحة في الخارج بالبقاء في وطنه لكننا نأمل أن نوفر جميع متطلبات المواطنين فيما يخص البنى التحتية السياحية ،وقال " نأمل أن ننافس البلدان المجاورة على الاستئثار بالمواطنين السعوديين فقط لأن سوقنا المحلي ضخم وكبير وبسياحة ما بعد العمرة للقادمين من دول أخرى حيث سيتم البدء والتركيز على 65 جنسية في المرحلة الأولى " . وعن فكرة تحول الهيئة إلى وزارة قال " لسنا معنيين بالمسميات المهم المنجز من العمل ، موضحاً أن لدى الهيئة مجلس إدارة متكامل من مختلف القطاعات الحكومية وتعمل معهم كشركاء , بالإضافة إلى العديد من الاتفاقيات وبرامج التعاون ، موضحاً أن هناك اتفاقية وقعت مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للحفاظ على المساجد التاريخية ، واتفاقية يؤمل أن توقع مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي . وقال سموه : إن الهيئة تعمل على الإسراع بإنشاء جمعيات مهنية للقطاعات السياحية مثل الإيواء والسفر ومنظمي الرحلات السياحية والمرشدين ، وكذلك في جانب المعارض والمؤتمرات . وأوضح في إجابة عن سؤال فيما يخص الرقابة على الفنادق أنه تم رصد ما يقارب 10 الآف مخالفة في الفنادق خلال السنوات الماضية واتخذ بحقها الإجراءات النظامية ومنها فنادق تملكها الحكومة ، وقال سموه " لقد رصدت بنفسي بعض المخالفات في بعض الفنادق وتم الإجراء ضدها بحزم". وأفاد سموه أن الهيئة تأمل أن تعلن قريباً عن تطوير مسارات جديدة لبرامج سياحية تخص فئتي الشباب والمتقاعدين حيث نعمل على إيجاد عروض سعرية خاصة للمجموعات في الفنادق والشقق ، كما بين أن العمل يجري على تطوير الحرف اليدوية ودراسة إمكانية تعريف المواطن بها وتصديرها للخارج . وأجاب سموه عن سؤال فيما يخص التنقيب عن الآثار الغارقة في المياه الإقليمية السعودية قائلاً " إن الهيئة تعمل من خلال برنامج تشاركها فيه جامعات عالمية عريقة ، حيث تم اكتشاف سفن قديمة غارقة بالقرب من القنفذة وتبوك ترجع لعصر الرومان " . وبعد أن أجاب سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار على العديد من المداخلات والاستفسارات ، تسلم سموه عدداً من الأسئلة المكتوبة من قبل الأعضاء حيث سيتم الإجابة عليها في وقت لاحق ، بعد ذلك رفع معالي رئيس المجلس الجلسة .