طهران، واشنطن، لندن، باريس، موسكو – أ ب، رويترز، أ ف ب – أعربت الولاياتالمتحدة عن املها بأن تكون رزمة الاقتراحات التي سلمتها طهران إلى ممثلي الدول الست الكبرى المكلفة بحث برنامجها النووي، «بناءة» مشيرة الى انها تدرسها بعناية، فيما نقلت صحيفة «فايننشال تايمز» الصادرة في لندن عن ديبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي قولهم ان الاقتراحات الإيرانية لا تتضمن «حتى الحد الأدنى من الفحوى الذي يدفعنا الى التفاوض». وكان وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي قال بعد تسليمه ممثلي روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا وسفيرة سويسرا المكلفة تمثيل المصالح الاميركية في طهران، نسخاً عن رزمة الاقتراحات الاربعاء الماضي، ان ايران «مستعدة لمناقشة القضايا السياسية والامنية والاقتصادية والثقافية والدولية مع الاطراف الاخرى، على اساس احترام سيادة الدول وحقوقها ومن دون ضغط او تهديدات»، مضيفاً ان «الايرانيين استخدموا قدراتهم دائماًَ من اجل اقامة السلام والهدوء والاستقرار واحراز التقدم في دول المنطقة والعالم». واعتبر أن الاقتراحات تعالج «مشاكل عالمية متنوعة وتمثل فرصة جديدة للحوار والتعاون». وافادت الاذاعة الايرانية بأن «ايران مستعدة للمساعدة في تهدئة المخاوف الدولية حول الملف النووي»، مضيفة انها تستهدف التوصل الى «اتفاق شامل يستند الى حسن نية جماعية من اجل إنجاز تعاون طويل الامد وتعزيز السلام والامن في المنطقة والعالم، استناداًَ الى العدالة». واشارت الاذاعة الى ان رزمة الاقتراحات تشمل مسائل «ابعد من الملف النووي»، بينها العراق وافغانستان ولبنان والاراضي الفلسطينية. ونقلت «فايننشال تايمز» عن ديبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي قولهم ان الاقتراحات الإيرانية لم تستجب للمطالب الدولية بإجراء مفاوضات فورية حول البرنامج النووي لطهران. وأوضح ديبلوماسي: «اننا ننظر الى وثيقة من خمس صفحات حول قضايا عالمية، مع قليل جداً حول (الملف) النووي». وقال ديبلوماسي آخر ان «الوثيقة لا تتضمن حتى الحد الأدنى من الفحوى الذي يدفعنا الى التفاوض». في فيينا، أعرب غلين ديفيس المندوب الأميركي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن أمله بأن تكون الاقتراحات بناءة. وقال: «ثمة مخاوف كثيرة حول النشاطات النووية الايرانية. ولكن في الوقت ذاته، أؤكد اننا نأمل بصدق بأن يرى الايرانيون الانخراط البناء مع (الدول الست) وخصوصاً حول تلك المسائل» مناسباً. جاء ذلك بعدما قال الناطق باسم الخارجية الاميركية ايان كيلي ان الولاياتالمتحدة «تراجع (الاقتراحات) جدياً وبعناية»، لتقويم ما اذا كانت تشكل رداً على عرض الحوار الذي اطلقه الرئيس الاميركي باراك اوباما في نيسان (ابريل) الماضي، وما اذا كانت تستجيب ل «المخاوف التي تم التعبير عنها منذ وقت طويل» حول الطابع السلمي للبرنامج النووي الايراني. واشار الى ان واشنطن سترد عليها «في الايام المقبلة». وقالت المندوبة الاميركية لدى الاممالمتحدة سوزان رايس: «نأمل بأن يكون فحوى ذلك الرد جاداً وجوهرياً وبناءً. سندرس فحواه بعناية». في طهران، قال رئيس الاركان الايراني حسن فيروز ابادي ان «ايران تسعى فقط الى تطوير برنامج نووي سلمي، ويبدو ان هناك نظرة اكثر واقعية مع اوباما، وان الرسالتين اللتين وجههما في الأشهر الستة الماضية خير دليل على ذلك». وكانت الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا) عرضت على ايران حوافز تجارية وديبلوماسية عام 2006، في مقابل تعليق تخصيب اليورانيوم. ورفضت إيران هذه الخطوة معتبرة اياها شرطاً مسبقاً للتفاوض. وحسّنت الدول الست هذا العرض العام الماضي، لكنها أبقت على الشرط المسبق. واعلنت إيران أنها تريد اتفاقاً أوسع للسلام والأمن، وهو ما رفضه الغرب باعتباره غير ذي صلة بالموضوع. في موسكو، قال الناطق باسم الخارجية الروسية اندريه نيسترينكو ان الاقتراحات الايرانية موضع «درس»، مضيفاً انها «مدعومة بحجج قوية وتتطلب تقويم خبراء». وزاد أن موسكو «تأمل بأن نتمكن من مواصلة المحادثات مع إيران وتحقيق التقدم على طريق تسوية الوضع المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني». في الوقت ذاته، قالت ناطقة باسم الخارجية البريطانية: «نفيد بأننا استلمنا الوثيقة الايرانية ونحن ما نزال ملتزمين بحوار بناء من اجل تبديد قلق الاسرة الدولية حيال البرنامج النووي الايراني». واضافت: «عرضنا للحوار حول المشكلة النووية لا يزال ساري المفعول، ونأمل بأن تتجاوب ايران معه في اقرب وقت ممكن». في باريس، قالت كريستيان فاج مساعدة الناطق باسم الخارجية الفرنسية رداً على اسئلة حول غياب اجوبة محددة في الاقتراحات: «اننا ندرس الوثيقة الايرانية ونتشاور مع شركائنا». وقال ديبلوماسي فرنسي انه «لم يرد اي شيء في الوثيقة الجديدة حول تعليق تخصيب اليورانيوم» كما طالبت الاممالمتحدة. وفي بكين، قالت الناطقة باسم الخارجية الصينية جيانغ يو: «تلقينا للتو اقتراحات ايران وندرسها. في الظروف الحالية، على الاطراف المعنيين مضاعفة الجهود الديبلوماسية واستئناف المفاوضات في اسرع وقت، لإيجاد تسوية شاملة مناسبة على المدى الطويل». الى ذلك، اعتبر الرئيس السابق للاستخبارات الإسرائيلية (موساد) داني ياتوم أن منع إيران من امتلاك سلاح نووي، ممكن فقط من خلال مهاجمة منشآتها النووية. وقال لإذاعة الجيش الإسرائيلي: «لا أرى العالم بقيادة الولاياتالمتحدة مستعداً لتحمل المخاطر المتعلقة بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية».