أخطاء البداية نتيجة منطقية للخروج في النهاية، منذ أن انطلقت التصفيات ونحن نلعب بلا هوية وبجهود اللاعبين فقط، أما المدربون فلم يكن لهم بصمة تذكر فقد خربها الجوهر ابتداء وكمّلها بيسيرو ختاماً. عادي جداً ألا نتأهل، ولم نتأهل ونحن لم نقدم المهر، لذلك لم نبك، لم نحزن ونتحسر، ولم نسمح أن نخدع بإلقاء اللوم على الحكام كالعادة لنمتص غضبنا وانفعالاتنا، في حين كان لا بد أن نعترف بأنا كنا سيئين من أول التصفيات إلى ملحقها. منتخبنا فنياً كان باهتاً وغير مقنع ولم يقدم ما يشفع له ونجومه. غارت في وقت كان يجب أن يشع ضوءها ولا نعلم من غيبها وأخفى بريقها، أهي خطة المدرب التي لم توظف قدراتهم وأضاعت مجهودهم وقيدت حركتهم، أم هم اللاعبون ذاتهم؟ فحتى وهم يسجلون في الوقت الضائع لم يكن فيهم (رجل رشيد) يكن له دور في توجيههم إلى ضرورة إغلاق ملعبهم والتراجع للمحافظة على النتيجة. فكانت القاضية على يد البحرين. منتخبنا اتسع فيه الخرق على الراقع، وهو ينزف النقاط تلو النقاط، وفي الرياض بقيادة الوطني الذي كانت المكابرة باستمراره على رغم عيوبه سبباً رئيسياً في الحصول على (5) نقاط فقط على أرضنا لو قدر لنا أخذ نصفها فقط ما انتظرنا الملحق وحسراته، وحتى عندما تم تغيير المدرب كان كل ما أحدثه هو الأثر النفسي الذي سرعان ما تبخر عندما جد الجد. منتخبنا لو فاز وتأهل لبقي السوء قائماً فالفوز يخفي العيوب. والتأهل يلغي كل الأخطاء فيصبح المدرب عبقرياً وذا فكر، واللاعبون كلهم نجوم فكان الخروج حتمياً لالتقاط الأنفاس واكتشاف مواطن الخلل في كل ما يخص المنتخبات السعودية، إذ مضت دول كنا نعدها محطات استراحة لنا نحو التطور وبقينا نراوح مكاننا ونكابر ونغضب عندما ننتقد. ما حدث هو ثالثة الأثافي، إذ إن جميع منتخباتنا تفشل في التأهل، أليس في الأمر سر؟ عطفاً على ما يقدم من دعم مادي ومعنوي ووجود لاعبين على مستوى عال ومدربين هم الأفضل. من يجرؤ ويتحمل مسؤولية هذا الإخفاق، من لديه القدرة على وضع اليد على العيوب وكشفها وبشفافية وصدق. المكاشفة هي فقط الطريق السليم للتصحيح والعودة من جديد وبثوب صاف لا ثقوب فيه. [email protected]