تنتظر الأوساط التربوية والأهالي في الطائف نتائج الطب الشرعي لمعرفة الأسباب التي أدت إلى وفاة أحد طلاب مدرسة متوسطة في المحافظة صباح أمس، وذلك بعد تسلم الطب الشرعي جثمان الطالب بغية إجراء التشريح اللازم للتوصل إلى نتيجة قطعية يتم على ضوئها تحديد المسؤولية. وكشف مدير مدرسة الطفيل بن عمرو المتوسطة في الحوية سلطان الدوسري التي شهدت حادثة وفاة الطالب عايض النفيعي ل«الحياة» أن الحادثة وقعت في الحصة الثانية خلال احتفال المدرسة وطلابها بمناسبة اليوم الوطني. وأضاف «كان اسم الطالب مدرجاً ضمن الغائبين عن الدوام يوم أمس، وفقاً للأوراق الرسمية، إلى جانب شهادة عدد من منسوبي المدرسة بغيابه عن الدوام»، ولفت إلى أن الطالب كان خارج أسوار المدرسة، وعندما علم أن اليوم مفتوح، وأن جزءاً منه خصص للاحتفال رغب في الحضور، بيد أنه لم يدخل مع الباب الرئيس، إذ تسلق السور المدرسي، وأتوقع أنه تعرض لصعق كهربائي أودى بحياته. وقال «تم إبلاغنا عنه بواسطة الطلاب والمعلمين الموجودين في الفناء، وعندما باشرنا موقع الحادثة حاولنا إنقاذه ولم نستطع، فأبلغنا الجهات المختصة، ونقلناه بعد جهد إلى أحد المستشفيات الخاصة، إذ اتضح أنه فارق الحياة، وتم حمل الجثمان إلى مستشفى الملك فيصل في الطائف». وأوضح الدوسري أنه تسلم إدارة المدرسة منذ أسبوعين كمدير جديد، هو والوكيل، ولم تبلغه الإدارة السابقة عن أمور تتعلق بالصيانة، مشيراً إلى أن مبنى المدرسة مستأجر. من جانبه، أشار أحد العاملين في المدرسة نايف العصيمي إلى أنه قام بنقل الطالب إلى المستشفى، وقبل ذلك حاول معرفة ما إذا كان تنفسه أو نبضه يعملان، وتفاجأ بأنه لا يتحرك إطلاقاً، فتأكد حينها أنه أصبح في عداد الأموات. بدوره، تحدث ابن أخ الطالب المتوفى خالد النفيعي ل«الحياة» بقوله «أحمل بين يدي طعام إفطاره الذي استخرجته من جيبه وهو متوفى في المستشفى ومفارق للحياة، ولم يكتب له تناوله»، لافتاً إلى أن عمه المتوفى يبلغ من العمر 15 سنة تقريباً، ويدرس في الصف الثاني المتوسط، ووالده كفيف، فاقد للبصر تماماً، ولم نبلغه بوفاة ابنه الأصغر خشية حدوث انعاكاسات على صحته، خصوصاً أنه رجل مسن لامس ال90 عاماً من عمره. وقال المدير العام لإدارة التربية والتعليم في محافظة الطائف الدكتور محمد الشمراني ل«الحياة» إن لجنة من الشرطة والتعليم والدفاع المدني توصلت إلى نتائج أولية تؤكد أن سبب الوفاة صعق كهربائي، إذ تبين أن أحد التمديدات الكهربائية مكشوف جزئياً وتعثر الطالب عند محاولة الصعود إلى السور، وانتقلت الشحنات من التمديدات إلى سقف المقصف المغطى بالزنك الذي يعد موصلاً جيداً للكهرباء ما أدى إلى تعرض الطالب للصعق. وقال الدكتور الشمراني أن اثنين من زملاء الطالب كانا بصحبته، لكنهما لم يتعرضا للصعق، ما يرجح أن الصعق الكهربائي سبب الوفاة، مبيناً أن الطالب لديه مشكلات صحية سابقة، يبدو أنها جراحة في القلب، وأشار إلى أن الطالب كان مسجلاً كغائب عن المدرسة في هذا اليوم، وحاول الدخول بهذه الطريقة لمشاركة زملائه الاحتفال.