ظهر أن الخلافات داخل لجنة الخمسين لتعديل الدستور في مصر دفعتها إلى محاولة تمديد المهلة الممنوحة لها للانتهاء من مهمتها بضعة أيام، فيما بدا أن جماعة «الإخوان المسلمين» ستركز على التظاهر في الجامعات مع بدء العام الدراسي الجديد مستغلة حكم قضائي يمنع تواجد قوات الشرطة داخل الحرم الجامعي، فضلا عن تراجع مجلس الوزراء عن منح «الضبطية القضائية» لحرس الجامعات المُكون أساساً من شركات أمن مدنية. وتوقع الناطق باسم لجنة الخمسين لتعديل الدستور محمد سلماوي الانتهاء من وثيقة الدستور الجديد بنهاية تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، رغم أن الإعلان الدستوري الصادر من الرئيس الموقت عدلي منصور منح اللجنة 60 يوماً لإتمام مهمتها التي بدأت في 8 أيلول (سبتمبر) الجاري، إلا أن سلماوي قال إن اللجنة فسرت الإعلان الدستوري على أنه يعني 60 يوم عمل ما يمنحها فرصة لإنهاء عملها قبل نهاية تشرين الثاني، فيما توقع رئيس اللجنة عمرو موسى صدور وثيقة مبدئية بمواد الدستور خلال أسبوعين. وتأتي تلك التوقعات رغم أن غالبية القضايا الخلافية في الدستور لا تزال عالقة، خصوصاً المواد المرتبطة بتفسير مبادئ الشريعة الإسلامية ونظام الحكم ومحاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية وأيضاً وضع الجيش. وأوضح سلماوي أن تلك القضايا مازالت محل نقاش داخل اللجان النوعية. وقال إن هناك اتجاهاً كبيراً داخل اللجنة يعارض محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية، لافتاً إلى أن اللجنة لم تحسم شكل النظام السياسي أو مصير مجلس الشورى أو نظام الانتخابات البرلمانية المقبلة. وشارك ممثل حزب «النور» السلفي محمد إبراهيم منصور في أعمال اللجنة أمس. وأكد رفض الحزب استبدال كلمتي «المسيحيين واليهود» في المادة الثالثة التي تكفل لأصحاب الديانتين الاحتكام إلى شرائعهم في ما يخص الأحوال الشخصية، بعبارة «غير المسلمين» على إطلاقها. كما أعربت «الجماعة الإسلامية» عن رفضها تعديل تلك المادة، واعتبرته «كارثة». لكن سلماوي قال إن هناك «قوة دافعة» داخل اللجنة لتوسيع نطاق المادة الثالثة لتتضمن غير المسلمين. من جهة أخرى، لم تترك دعوة جماعة «الإخوان» إلى تنظيم إضراب عام أمس أي أثر على حركة العمل في المصالح الحكومية ولا المدارس ولا الجامعات، إذ لم تسجل نسب غياب كبرى في أي من تلك المؤسسات، كما انتظمت حركة سير قطارات مترو الأنفاق في القاهرة والمواصلات العامة في الشوارع. وتظاهر مئات الطلاب من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في جامعتي القاهرة وعين شمس في العاصمة والزقازيق في محافظة الشرقية حيث وقعت اشتباكات.