تعرضت سيارات عدة، في محافظة الأحساء إلى سرقة محتوياتها، وبخاصة شاشات عرض الأفلام الموضوعة داخل تلك السيارات، التي أصبحت أخيراً، من أبرز اهتمامات اللصوص، الذين اكتسبوا خبرة عالية في كيفية فتح السيارات من دون لفت الانتباه إليهم. ووقعت معظم السرقات صباحاً خلال أيام شهر رمضان، مع خلو الشوارع من المارة. ويقول محمد عبدالله الذي تفاجأ بسرقة محتويات سيارته: «كنت أسمع عن شاشات العرض أنها تُغري سارقي السيارات. ولم أكن أعي أن هذه حقيقة وليس مجرد كلام حتى تعرضت إلى السرقة. كما لم أكن الوحيد، فقد تعرض ثلاثة من أًصدقائي إلى سرقات مماثلة، وفوجئت بأن السارق على دراية كبيرة بكيفية فتح أبواب السيارات، التي تحمل رقماً سرياً، وأُجزم أنها أسهل بكثير من السيارات التي تحتاج إلى مفتاح، أو تضطر السارق إلى كسر الزجاج، لفتحها». ويشير عبدالله، إلى أن طريقة نزع الأسلاك «توحي بالاحترافية، إذ أنه استطاع فك الشاشة دون أن ينزع الأسلاك، ما يوحي بأنها لم تكن الأولى بالنسبة له»، مضيفاً «أتعجب من هؤلاء اللصوص، لم يراعوا حرمة هذا الشهر الكريم، إذ لم يثنيهم عن عملهم هذا، بل استغلوا خلو الشارع ونوم الناس، ليمارسوا سرقاتهم بحرية، والغريب في الأمر أن قيمة هذه الشاشات قليلة جداً مقارنة بخطورة ما يقومون به، وتوقيتهم، واستغلالهم لهذا الشهر الفضيل يظهر دناءة أخلاقهم، وأنهم لا يتمتعون بأي قيم أخلاقية على الإطلاق». ويؤكد سلمان الحقوي الذي تعرضت سيارته إلى السرقة ثاني أيام رمضان، أن موقف السيارات، التي يوقف سيارته فيه «قريب من الحي الذي أسكنه، ما يضيق الخناق على سارقي السيارات». ويقول: «أوقف سيارتي منذ سنوات هنا، من دون أن أخشى عليها من السرقة، ولم أتعرض إلى أي شيء منذ شرائها، وما أن وضعت هذه الشاشة حتى وجدت زجاج الباب الأمامي مهشماً، ومحتويات السيارة مسروقة، وفي مقدمتها الشاشة». ويشير الحقوي إلى أن معظم حوادث سرقة السيارات، تقع في الأحياء التي لا تطل على شارع عام. ويذكر أنه «في كل فترة، تظهر سرقات من نوع خاص، فقبل عام كانت السرقات متركزة على إكسسوارات السيارات، وبعدها مُشغل الاسطوانات، ثم الإطارات. أما السرقات الأخيرة فالتركيز فيها على شاشات العرض»، مضيفاً «العمليات المتكررة أثرت على سوق بيع هذه الشاشات، والتي انتعشت في وقت سابق، حتى أننا كنا نراها بأسعار مغرية، وأحجام مختلفة». يُشار إلى أن شاشات العرض ظهرت في المملكة قبل نحو 10 أعوام. وكان الهدف الرئيس منها إبقاء الأطفال على مقاعدهم، خصوصاً خلال الرحلات ،التي تتسم بالمسافات الطويلة. وتحولت الشاشات إلى زينة مُكملة إلى السيارة. لتتطور بعد ذلك وتصبح من الأجهزة المهمة، التي يحرص السائقون على اقتنائها، على رغم التحذيرات المرورية منها، إذ سجلت حوادث كثيرة، كان السبب الرئيس فيها هذه الشاشات، لكونها من أسباب تشتيت تركيز السائق.