أعلن البيت الأبيض أول من أمس، أن تقرير الأممالمتحدة حول الهجوم الكيماوي الذي وقع في غوطة دمشق الشهر الماضي، يثبت أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد مسؤول عنه. وصرح الناطق باسم الرئاسة الأميركية جاي كارني، أن «المعلومات في هذا التقرير التي تتحدث عن إطلاق غاز سارين بواسطة صواريخ أرض-أرض وحده النظام (السوري) يملكها، تظهر بوضوح من هو المسؤول» عن هذا الهجوم. واعتبرت بريطانيا أن التقرير الأممي يثبت في شكل «واضح للغاية» أن نظام الأسد هو «المسؤول». وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بيان: «نرحب بهذا التقرير الموضوعي الذي يؤكد استخدام أسلحة كيماوية على نطاق واسع»، معتبراً أنه «استناداً إلى التفاصيل التقنية الواردة في التقرير، فمن الواضح للغاية أن النظام السوري وحده يمكن تحميله مسؤولية الهجوم». كما أبدى هيغ أمس، استعداد بلاده لإرسال خبراء إلى سورية من دون تأمين حماية عسكرية لهم، للمساعدة في نزع ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية. وقال ان «التعامل مع الأسلحة الكيماوية لدى سورية سيكون مهمة ضخمة، لأن الأخيرة قد تكون تمتلك أكبر ترسانة منها في العالم وتخزنها في مواقع متعددة وفي أشكال كثيرة مختلفة وفي بلد هو الآن ساحة معركة متنازع عليها». واعتبر هيغ أن تدمير ترسانة سورية من الأسلحة الكيماوية «سيكون مهمة صعبة جداً لكنها ممكنة، في حال أصرّ المجمع الدولي على امتثال نظام الأسد» للاتفاق الروسي-الأميركي بشأنها. وأضاف أن «جميع المناطق المعنية تخضع لسيطرة النظام السوري، ولذلك سيكون من الممكن إجراء الترتيبات الأمنية. كما أن لا أحد يصدق أن لدى المعارضة أي سلاح كيماوي، حتى أن الروس لا يناقشون تدمير الأسلحة الكيماوية لدى المعارضة لأنهم لا يعتقدون أنها موجودة لديهم». وفي سياق متصل، رحّبت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بنشر تقرير الأممالمتحدة، داعيةً إلى تقديم الجناة إلى العدالة. وقالت آشتون في بيان نشر على موقع الاتحاد الأوروبي أمس، أن «التقرير يفصل استخدام صواريخ أرض-أرض تحتوي على مادة سارين الكيماوية في 4 مناطق من دمشق»، معتبرةً أن «هذه دلائل ستساعد في تحديد الجناة». وإذ أعلنت أن «الاتحاد الأوروبي يدين مجتمعاً، وبأشد اللهجة، هذا الهجوم الرهيب الذي يشكل انتهاكاً للقانون الدولي، وجريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية»، قالت إنه لا يمكن مروره بدون عقاب، داعيةً إلى «تقديم الجناة إلى العدالة». في المقابل، أكدت الصين أمس، أنها «ستدرس التقرير بتأن وجدية»، رافضةً استخلاص أي نتيجة بشأن منفذي الهجوم. وصرح المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي رداً على سؤال حول ما اذا كانت بكين تستخلص من هذا التقرير أي نتيجة بشأن الجهة المسؤولة عن الهجوم، بأن الحكومة الصينية تصر «على وجوب أن يقود هذا التحقيق فريق الأممالمتحدة بطريقة محايدة ومهنية ومستقلة». على صعيد آخر، أعلن سفير إسرائيل لدى الأممالمتحدة مايكل أورين أمس، أن إسرائيل تريد أن تشهد الإطاحة بالأسد، في تغيير لموقفها العلني من الحرب السورية. وقال أورين في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن «هزيمة الأسد على أيدي معارضين متحالفين مع تنظيم «القاعدة» ستكون أفضل من تحالفه الراهن مع إيران». وأضاف أن «الإطاحة بالأسد ستضعف التحالف مع إيران وحزب الله. فالخطر الأعظم على إسرائيل هو القوس الاستراتيجي الذي يمتد من طهران إلى دمشق وبيروت. ونرى أن نظام الأسد هو حجر الزاوية في هذا القوس».