اتفق وزراء نفط منظمة الدولة المصدرة للنفط «أوبك» في ختام اجتماعهم العادي في فيينا مساء أمس، على الإبقاء على مستويات الانتاج الحالية، في حين أوصت اللجنة الوزارية لمراقبة السوق بالتزام أفضل من الدول الأعضاء بقرار سابق بخفض الانتاج. وقال وزير النفط الكويتي الشيخ أحمد عبدالله الصباح لدى خروجه من اجتماع مع نظرائه في الخليج، السعودي علي النعيمي والإماراتي محمد الهاملي والقطري عبد الله العطية، استبق اجتماع «أوبك»، إنه تم التوصل إلى «توافق» بين أعضاء المنظمة على الإبقاء على مستوى الانتاج من دون تغيير. وقبل الاجتماع، أعرب معظم الوزراء عن تفاؤلهم بسوق النفط وقالوا إن أسعار الخام مقبولة، مستبعدين أي خفض إضافي للانتاج. وقال وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني إن الإمدادات في السوق تبدو جيدة. وأضاف: «لا أعتقد بأنه ستكون هناك حاجة فعلاً لمراجعة قرارنا السابق» بخفض الانتاج. وأكد الوزراء أنهم سيسعون بدل ذلك إلى الضغط من أجل التزام الدول الأعضاء بالخفض الذي تم الاتفاق عليه أواخر العام الماضي بهدف دعم أسعار النفط التي انخفضت في شكل كبير آنذاك. وقال عضو لجنة مراقبة السوق وزير النفط النيجيري رولدانو لقمان ل «الحياة»: «سنقول في الاجتماع إنه إذا أردنا استمرار التحسن في أسعار النفط، فعلينا أن نحسن الالتزام بتخفيض الإنتاج الذي أقر قبل بضعة أشهر». وكانت «أوبك» قررت خفض 4.5 مليون برميل يومياً، لكن لقمان أكد أن التخفيض اقتصر حتى الآن على 4 ملايين برميل فقط. وأشار إلى أن الالتزام بالخفض كان أفضل مما هو عليه اليوم وهذا يساعد على بناء المخزون. وقالت مصادر مطلعة إن الدول التي لم تلتزم في شكل كبير بحصصها هي فنزويلا وإيران وأنغولا. إلى ذلك، توقع النعيمي بقاء أسعار النفط عند مستوياتها الحالية لبعض الوقت، ووافقه لقمان في حديثه إلى «الحياة» على هذا الرأي بقوله ان أسعار النفط ستبقى عند هذا المستوى خلال الشهور الستة المقبلة، لأن الاقتصاد العالمي يتعافى ببطء، والمخزون ما زال مرتفعاً. ورأى أن النفط «أصبح سلعة استثمار، وضعف الدولار يجعل المستثمرين يتحولون إلى التعامل في الأسواق المستقبلية للنفط، وهذا بات نمطاً قائماً في الترابط بين الدولار والنفط». وكان النعيمي قال قبيل عقد المؤتمر إنه «مرتاح» للوضع الحالي للسوق، مشيراً إلى أن «مستوى المخزون المرتفع ببضعة أيام أكثر من معدله لخمس سنوات (52 يوماً)، لا يؤثر على سعر النفط». وأعرب عن قناعته بأن أي ارتفاع جديد للمخزون لن ينعكس على سعر النفط. ولفت إلى أن «النمو الاقتصادي هو الأساس»، مضيفاً أنه «واثق من أن الاقتصاد العالمي يتعافى الآن رغم تشكيك بعض المحللين في استمرارية التعافي الاقتصادي». وعما إذا كانت الأسعار سترتفع مجدداً إلى 140 دولاراً للبرميل، قال النعيمي: «لا، لن تعود. سنخفضها مع كل الطاقة الزائدة المتوافرة لدينا. يمكننا القيام بذلك». وأبدى ارتياحه لالتزام الدول ال11 الأعضاء بحصصها الإنتاجية.