شهد الملتقى العلمي «الاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب في ظل المتغيرات الاجتماعية» المنعقد في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في الرياض أمس تشبيه باحث علمي للعلاقة بين العمليات الإرهابية ووسائل الإعلام ب«علاقة حب» جراء تبادل الاستفادة من الطرفين. وذكر عضو هيئة التدريس في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور عبدالرحمن العتيبي أن وسائل الإعلام مستفيدة في شكل كبير من العمليات الإرهابية والإعلاميين، مشيراً إلى أن هناك علاقة حب بين الإعلام والإرهاب والعمليات الإرهابية. وشددّ العتيبي على ضرورة إنشاء مركز عربي موحد لنشر الأخبار التي تتعلق بالإرهاب ومراقبتها في وسائل الإعلام التقليدي والحديث، مبيناً أن الدول ركزت على مكافحة الإرهاب من دون النظر في أسباب انتشاره ومصادره، لعلاجه ومحاولة القضاء على أصوله. وأضاف: «العمليات الإرهابية ذات تأثير محدود، ولكن الإعلام ساعد في نشرها وتعميمها على نطاق أوسع ونشر الفكر الإرهابي لتلك الجماعة أو المنظمة التي نفذت تلك العمليات، كما يقدم الإعلام دوراً كبيراً من خلال نشر الأخبار والمعلومات عن الهجمات الإرهابية، وبالتالي نشر الرسائل الإرهابية لتلك المنظمات ونشر مطالباتها». وأفاد بأن العمليات الإرهابية تجمع الكثير من زوار الوسائل الإعلامية، وتعد مسرحاً كبيراً يتم التخطيط فيه لجذب انتباه وسائل الإعلام، مضيفاً: «يستخدم الإرهابيون وسائل الإعلام لنشر أفكارهم ومعلوماتهم ورسائلهم الفكرية»، مشيراً إلى أن «وسائل الإعلام سعيدة بالعمليات الإرهابية، وأن هناك علاقة حب بين الجماعات الإرهابية ووسائل الإعلام، كون أخبار العمليات الإرهابية تستحق النشر أكثر من غيرها». من جهته، اعتبر عميد كلية العلوم الاستراتيجية في جامعة نايف للعلوم الأمنية الدكتور عزالدين عمر موسى أن من أسهم في نشر الإرهاب بمفهومه الحالي هم زعماء العالم الأول والدول الكبرى، والصحيح البحث عن مفهوم الإرهاب وماهيته وأسبابه وليس تعريفه». مشيراً إلى أن الدول ركزت على مكافحة الإرهاب من دون مراجعة جذوره ومحاولة إصلاحه، وأنه لا يشمل العمليات الإرهابية والمنظمات الإرهابية فقط، بل يتعدى إلى كل شيء يؤذي الناس والمدنيين والشركات والدول، وانتشار الفساد بين الناس وترويع الآمنين والإجرام في شكل عام هو أيضاً من الإرهاب». وذكر الدكتور أحسن طالب لقراءته في بحث لأستاذ علم الاجتماع التطبيقي في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة مؤتة في الأردن البروفيسور ذياب موسى البداينة والذي غاب عن الملتقى لظروف طارئة أن الفقر والبطالة والجهل والأمية من أسباب انتشار الإرهاب، وهي بيئة جيدة وخصبة لنموها في المجتمعات العربية.