في حوار مع «الحياة» استبعد الكاتب السعودي محمد السحيمي انخراط الكتّاب السعوديين في تأليف الدراما التلفزيونية، معللاً ذلك ب «هيمنة الفكر الأمي، والغياب المؤسف لأي معهد أو أكاديمية تعلم الشباب الدراما»، وقال إن «الأمي هو الذي يقرر الاستعانة بالكتّاب، ويملي عليهم رؤيته وشروطه للدراما». تفشي الأمية في ما يسمى «الدراما السعودية» حقيقة لا تقبل الجدل، والسحيمي وضع يده على أساس المشكلة، وما يسمى «الدراما السعودية» دراما أمية بامتياز، ولهذا لم تصل الى مستوى البلد، وتطلعات المجتمع. والمفارقة هنا ان رأس المال السعودي تفوّق في صناعة الإنتاج الدرامي، لكنه لم يستطع ان ينتشل «الدراما السعودية» من بدائية التمثيل، وسذاجة الأداء، وضحالة الرؤية الفنية، وغياب معنى الدراما، وإن شئت الفعل، عن التمثيليات السطحية التي تُنتج منذ سنوات. والسبب ان «الدراما السعودية» كما تسمى، نشأت بلا رعاية أو قدوة، وظلت تكبر بتشوهات تهدد مستقبلها، ولعل التراجع المؤسف لمستوى الأعمال السعودية هذه السنة مؤشر الى ذلك. لا شك في أن الشكل المؤسف لصورة ما يسمى «الدراما السعودية» يتضح حين تقارن مثلاً بالدراما الكويتية، التي أصبحت محترفة على غرار الدراما المصرية، والسبب ان الكويتيين لم يتركوا أمرها للهواة والأميين وأشباه المتعلمين. وخلال الستينات دعت الكويت الراحل زكي طليمات الذي أسس معهداً للفنون المسرحية، وجاء معه عدد من الفنانين المصريين، تعلم الشباب الكويتي على أيديهم صنعة التمثيل وفن الدراما، تماماً كما حدث لكرة القدم السعودية، حين بادر الأمير الراحل فيصل بن فهد الى تجربة ضم لاعبين أجانب الى صفوف الأندية السعودية، وخلال سنوات قليلة أصبح اللاعب السعودي محترفاً في أندية هولندية وبريطانية وسويسرية وصينية، فضلاً عن أندية بعض الدول العربية، ولم تتوقف الأندية السعودية عن الاستفادة من خبرات الآخرين، أما «الدراما السعودية»، فإذا استعانت فهي تبحث عن أميين يشبهونها. الأكيد أن «الدراما السعودية» تعيش وضعاً مؤسفاً، وتفتقر الى المتخصصين وأصحاب الخبرة، وأساليب العمل المحترف، لذلك ستبقى ساذجة، تراوح مكانها، وتثير السخرية والمرارة وتزيد حال الكآبة، وهي لن تتطور طالما بقيت تدار من أميين وأنصاف متعلمين، وأشباه موهوبين.