مخيم مخمور (العراق) - رويترز - تصفهم تركيا بالإرهابيين، لكن أنصار حزب العمال الكردستاني المتمرد الذين يعيشون في العراق يقولون ان كل ما يريدونه هو العودة الى ديارهم والحصول على حقوقهم كأقلية. ويعيش في مخيم مخمور الذي أنشىء قبل عشرة أعوام في منطقة يغلب على سكانها الاكراد في محافظة نينوى 12 الف لاجىء كردي فروا من الحرب بين الجيش التركي ومقاتلي حزب العمال الكردستاني، منذ عام. وتمثل هذه المخيمات المشكلة الملتهبة التي يجب أن يحلها العراق وتركيا اذا كانا يريدان تحقيق استقرار مستمر في أغنى مناطق العالم بالطاقة لكنها تعاني صراعاً طائفًيا ونزاعات سياسية وتوترات عبر الحدود. وكانت تركيا اتهمت العراق بالاخفاق في وقف هجمات المتمردين من شماله. وعلى رغم أن الحكومة التي يقودها العرب في العراق حريصة على تحسين العلاقات التجارية مع تركيا فانها غارقة في نزاعها مع الأكراد، وتخشى اتخاذ اجراءات صارمة ضد حزب العمال الكردستاني خوفاً على الاستقرار الهش بعد سنوات الحرب. وعلى رغم أن اتخاذ تركيا خطوات للتخفيف من شدة سياساتها تجاه الاكراد، إلا أن صراع حزب العمال الكردستاني المستمر من أجل وطن كردي لا يعطي مثل هؤلاء الموجودين في مخمور اسباباً تذكر ليأملوا بالعودة الى ديارهم قريباً. وقال مبارك جبريل (50 عاماً) وهو عاطل عن العمل إن «حزب العمال الكردستاني يكافح من أجل حقوق الشعب الكردي. نحلم بالعودة الى الديار لكن الى أن يكون هناك حل سياسي لا نستطيع». وبدأت تركيا نتيجة ضغط من الاتحاد الأوروبي تخفيف حدة سياساتها تجاه الاكراد بعد عقود من انكار وجودهم كجماعة عرقية وحظر استخدام لغتهم، فأعادت اسماء قرى كردية وربما تسمح قريبا بالقاء المواعظ والمحاضرات في الجامعة باللغة الكردية. ويتضمن التلفزيون الحكومي حالياً بثاً بالكردية غير أن اللغة لا تزال محظورة في البرلمان والحملات السياسية. ويشكك سكان مخيم مخمور وهو مستوطنة من المنازل المبنية بالطوب اللبن وأطباق استقبال القنوات الفضائية وأشجار الكينا في تعهدات رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان باعادة الحقوق الثقافية إليهم. وقال جبريل: «لا يمكن ان تفكر تركيا ابداً في دولة اخرى داخلها. يريدوننا أن نكون أتراكاً وكأن هذا خيار. لقد ولدت كرديا ولا استطيع أن أتغير. يجب أن يتغيروا هم». ويقول حاجي كاتشان انه فر من قريته في جنوب شرقي تركيا عام 1993 بعد أن طوقها الجيش وقصفها بقذائف الهاون والدبابات، ما أسفر عن مقتل خمسة من ابناء القرية. وكان هذا عقابا على رفض توفير مرشدين عن أنشطة حزب العمال الكردستاني. وقال المدرس البالغ من العمر 29 عاما: «نريد أن نعود لكن لم يبق شيء لنعود اليه. دمرت قرى كثيرة. ندعم حزب العمال الكردستاني لانه يدافع عنا».