اجتمعت أكثر من 300 سيدة أعمال وشخصية نسائية من بلدان مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر ولبنان وتركيا وكازاخستان والصين وروسيا، في الملتقى الثاني لصاحبات الأعمال الخليجيات الذي نظّم الشهر الماضي في المنامة، تحت شعار «جسور تعاون وانفتاح» لمناقشة مساهمات صاحبات الاعمال الخليجيات في التنمية المستدامة، ورواد أعمال الخليج اليوم صناع المستقبل، ودور الغرف في تحفيز صاحبات الأعمال... المحقق والمؤمل، إضافة إلى الابتكار مفتاح التطوير، والفرص الاستثمارية ودور الشراكات الخليجية العالمية في مدّ جسور التعاون. وأكدت بالمناسبة نائبة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة في البحرين الشيخة مريم بنت حسن آل خليفة أهمية عقد مثل هذه الملتقيات النوعية، لا سيما أن المرأة الخليجية باتت شريكاً أساسياً وفاعلاً في نهضة دولها عبر دخولها بوابة التجارة ومساهمتها الكبيرة والمتنامية في الاقتصاد الوطني، مشددة على ضرورة إبراز المحطات المضيئة في مسيرة المرأة كشريك فاعل في دعم التنمية الاقتصادية المستدامة. وما حققته سيدات الأعمال الخليجيات من إنجازات أثبتت كفاءة المرأة وقدرتها على المشاركة الفاعلة في أوجه التنمية المستدامة. وقالت الشيخة مريم إن دول مجلس التعاون الخليجي تعيش مرحلة هامة تستلزم من الجميع مضاعفة الجهود من أجل بناء اقتصاد قوي قادر على تحمّل الأوضاع الاقتصادية العالمية، واعتبرت أن «تكاتف الجهود وتبادل الآراء الواقعية التي تعالج المشاكل وتواجه التحديات وتدرس الحلول والبدائل لها، من شأنه أن يساهم في رسم ملامح المرحلة المقبلة التي تستدعي مشاركة إيجابية وأكثر فاعلية للجميع رجالاً ونساءً لخير أوطاننا الخليجية». ولفت رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين خالد المؤيد، إلى أن مشاركة المرأة البحرينية في سوق العمل المحلي بلغت نحو 35 في المئة من بين إجمالي العاملين البحرينيين في القطاعين العام والخاص، وفق إحصاءات سوق العمل ومؤشراته الصادرة عن هيئة تنظيم السوق للفصل الأول من العام الحالي. فقد استقطب القطاع العام منهن 47 في المئة، واستوعب القطاع الخاص 28 في المئة، مؤكداً «المكانة العالية التي تحتلها المرأة الخليجية، والعناية الخاصة التي تحظى بها ضمن برامج التنمية وخططها وإستراتيجياتها»، موضحاً أن «المرحلة المتقدمة التي أحرزتها المرأة البحرينية دلالة واضحة على كونها نموذج لما عليه المرأة الخليجية من تطور وريادة في المجالات كلها وعلى مختلف المستويات، حتى تأخذ مكانها المناسب في المجتمع التي هي نصفه كما أنها نصف طاقته الإنتاجية». وعلى رغم أن المجتمعات الخليجية معروفة بالتزامها بالعادات والتقاليد، إلا أن الملتقى أظهر أن السيدات الخليجيات تجاوزن هذه الحواجز. هذا ما تؤكده سيدة الأعمال البحرينية خيرية دشتي، إذ تقول: «تجاوزنا العادات والتقاليد والصورة النمطية للمرأة الخليجية بنسبة تتعدى ال90 في المئة، لأن اليوم المرأة متواجدة في المجالات كافة، وفي مواقع المسؤولية، وتتولى منصب الرئيسة التنفيذية في مواقع الاقتصاد والتجارة، وهي صاحبة مشاريع كبرى كالمقاولات والبورصة والأسهم، وذلك بعدما تخطت حدود العمل في المجال الخدماتي». وأبدت دشتي سعادتها بالحضور الكثيف لسيدات الأعمال ورائداته المتواجدات في الملتقى، متمنية أن تضم الملتقيات المقبلة سيدات أعمال عربيات أيضاً، «لأننا في حاجة إلى الانفتاح على العالمين العربي والدولي من أجل تفاعل تجاري وفكري واقتصادي». من جهتها، تؤكّد سيدة الأعمال السعودية هويدا سمسم، أن النساء في بلدها «أخذن مكانتهن منذ زمن طويل، المرأة السعودية ربة منزل، وأم وعاملة وموظفة وقادرة على العمل والإنتاج.. وفي ظل القيادة السعودية أقولها وأعلنها بقوة للعالم أجمع، ترقبوا المرأة السعودية». وتضيف: «نحن قادمات، متمسكات بتقاليدنا وعاداتنا، تحكمنا شريعتنا، ويحمينا مجتمعنا». وأردفت سمسم: «نحن قادمات بإنتاج وفكر سعوديين مميزين على الساحة المحلية والعالمية، نحن قادمات، ترقبونا، من أرض الحرمين ومن قبلة المسلمين نتحدّى ونتخطى وننافس. المرأة السعودية قادمة بفكرها وإنتاجها بعزتها وكرامتها». أما رائدة الأعمال البحرينية ندى العلوي فأشارت إلى أن «المرأة الخليجية استطاعت عموماً أن تقود الأعمال في مجالات مختلفة سواء في الخدمات وقطاعات التجزئة، أو الصناعة وغيرها. وهذا ما تثبته الأرقام التي تشير إلى أن 40 في المئة من السجلات التجارية مملوكة من سيدات. ومشاركة المرأة في القطاع التجاري مشاركة لا يمكن إنكارها، وهن عضوات في المجتمع لا يمكن الاستغناء عن إبداعهن». كما أشارت العلوي إلى أن البحرين بشكل خاص تشجع المرأة على خوض ريادة الأعمال والابتكار، «فالمرأة البحرينية استطاعت تخطي المصاعب والحواجز، وتشارك في الحياة على مختلف الأصعدة». وترى العلوي أن الحديث عن دور المرأة في البيت والعمل هي آراء شخصية لأناس معينين. لكن المرأة التي تتحمل مسؤولية بيت وأولاد هي «أمرأة سوبر» لأنها تستطيع التوفيق بين كل هذه الأشياء عبر إدارة الوقت والموارد المختلفة، فالمرأة الذكية تفهم عملها وتستطيع أن توفّق بين مسؤولياتها بجهد كبير وتضحيات كبيرة. وتوافقها الرأي عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الكويت وفاء القطامي، إذ تقول: «استطاعت المرأة الخليجية أن تثبت نفسها في المجالات الاقتصادية أو السياسية أو حتى الصناعية، التي بدأت الانخراط فيها». وترى أن المرأة لتبدع في أمر ما يجب أن تحبه، وأن تقوم بالدراسات للمجال الذي تود الدخول فيه وتتعرف إلى القوانين المرتبطة به لتحمي نفسها، ودراسة السوق المتاحة لها لتسويق منتجاتها وخدماتها. وتشير إلهام الأحمداني عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة قطر، إلى أن حضور هذا العدد الكبير من سيدات الأعمال الخليجيات أمر طبيعي وصحي، «فعلى المواطنين والمواطنات أن يشاركوا في الاقتصاد الخليجي كأصحاب أعمال، وواقع السوق لا يفرق بين الرجل أو المرأة. والمرأة الخليجية متواجدة في السوق منذ القدم بقوة وفاعلة في الاقتصاد الخليجي». وتضيف: «العادات والتقاليد هي ثقافات المجتمع التي أضافها على الدين والقوانين، وهي ليست من واقع الحياة الخليجية الطبيعية. فالمرأة الخليجية عقلانية تجاوزت هذه الأمور بالتعاون مع الرجل الخليجي، فلم تصطدم معه كما في الغرب بل أخذت حقوقها باقتناع الرجل والتعاون معه». وشدد رئيس اتحاد غرف بلدان مجلس التعاون الخليجي رئيس غرفة قطر الشيخ خليفة آل ثاني على ضرورة تمكين مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية، ليشمل ذلك مجالس الإدارات وتولّي المناصب الإدارية العليا، وأن يحظى قطاع شابات الأعمال بالتشجيع والدعم «ليصبحن رائدات من خلال برامج التدريب والمنافسة والإبداع».