عاد «القديس» إيكر كاسياس إلى «عرينه» ليحرس مرمى منتخب بلاده إسبانيا في مباراته الدولية ال150 والتي خاضها الجمعة الماضي أمام فنلندا، وليضع حداً لأشهر من التغييب القسري مع فريقه ريال مدريد الذي يفضل الحارس البديل دييغو لوبيز عليه. وأعرب كاسياس الملقب ب«القديس» عن سعادته البالغة بخوض المباراة 150 أساسياًَ مع منتخب بلاده، قائلاً: «يا لها من طريقة رائعة للاحتفال بالمباراة 150 مع المنتخب بفوز رائع (2-0). أشكر الجميع على مساندتهم لي». وبدا واضحاً أن المخضرم ديل بوسكي بقي وفياً لسياسته وقناعاته رافضاً التفريط في «القديس» كاسياس على رغم معاناته من الجلوس على دكة الاحتياط مع النادي «الملكي» طوال 8 أشهر كاملة يقابلها تألق غريمه فيكتور فالديس مع برشلونة. وقال دل بوسكي: «يجب الفصل بين ما يحدث في النادي وما يحدث في المنتخب»، وأضاف: «كاسياس هو الحارس الأساسي ولا نقاش في الموضوع، ولم يمر أحد بما يمر به حالياً». وفي شأن استبعاده عن حراسة عرين ريال مدريد، أكد المدرب المخضرم أن إيكر كاسياس فقد موقعه في تشكيلة ريال مدريد تحت قيادة المدرب جوزيه مورينيو لأنه ساعد على تهدئة الأجواء بين زملائه الدوليين في ناديه وبرشلونة. وقال ديل بوسكي لمحطة «أوندا سيرو» الإذاعية: «نعم حقيقي في الأوقات الصعبة التي مر بها المنتخب الوطني - عندما أصبحت مباريات ريال وبرشلونة غريبة بعض الشيء - ساعد (كاسياس) الفريق على المضي قدماً والاستمرار في الانتصارات مثل بطولة أوروبا 2012». وأضاف مدرب ريال السابق: «الأمور لم تسر على ما يرام وربما كان ذلك عاملاً حاسماً بالنسبة لإيكر. كان عنصراً أساسياً في تعزيز التناغم والوئام في المنتخب الوطني». ووصل التوتر إلى أقصى مستوياته في آب (أغسطس) 2011 عندما وضع مورينيو إصبعه في عين مساعد مدرب برشلونة تيتو فيلانوفا خلال شجار في مباراة كأس السوبر الإسبانية. ويتلاقى موقف ديل بوسكي مع مواقف مماثلة للعديد من لاعبي ريال مدريد أنفسهم وحتى منافسيه الذين أكدوا أحقية «القديس» باللعب أساسياً، مبدين اندهاشهم لاستمراره على دكة الاحتياط مع الريال. وأكد مدافع منتخب إسبانيا راؤول ألبيول أنه شعر بالدهشة عندما علم أن الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لفريق ريال مدريد، قرر ترك الحارس العملاق إيكر كاسياس على مقاعد البدلاء من دون الدفع به حارساً أساسياً. وأوضح أنه أصابته الدهشة عند معرفته بهذا القرار، وهو مع فريقه نابولي الإيطالي، مبيناً أن كاسياس ودييغو لوبيز، الذي أصبح أساسياً في حراسة عرين الملكي، حارسان كبيران ومن الصعب الاختيار بينهما. وفي تصريحات أدلى بها قبيل مباراة فنلندا في إطار التصفيات المؤهلة لمونديال البرازيل 2014، قال ألبيول: «جميعنا يعلم قيمة كاسياس في كرة القدم وفي ريال مدريد. قرار أنشيلوتي مثير للدهشة بعض الشيء». أما غريمه البرشلوني وبديله في منتخب الماتادور فيكتور فالديس فيؤكد تفوق إيكر كاسياس على الجيل الحالي من حراس المرمى الإسبان. وأضاف في تصريح صحفي قبيل مباراة فنلندا: «أشعر بأنني محظوظ ومميز للوجود هنا، وصادفت جيلاً رائعاً لحراس المرمى والذي يعد فيه كاسياس الأفضل، وهذا مفيد جداً للمنتخب. أنا وإيكر لا نتحدث عن هوية الحارس الأساسي، إنه يعمل بطموح كبير وهو في حال جيدة، وأتمنى أن تسير الأمور معه في شكل أفضل وأن يعود للعب». وبدأ إيكر كاسياس (32 عاماً) مشواره مع المنتخب الإسباني في لقاء ودي أمام السويد في 3 يونيو (حزيران) 2000 وقبل المشاركة في نهائيات أمم أوروبا التي احتضنتها بلجيكا وهولندا حيث كان الحارس المدريدي احتياطياً للحارس السابق للريال وفالنسيا كانيزاريس. ولعب أول لقاء رسمي بعد 3 أشهر في 2 سبتمبر مع منتخب إسبانيا حين واجه البوسنة في سارييفو في تصفيات مونديال 2002 والذي عرف بداية المشوار الفعلي للحارس المخضرم مع منتخب لاروخا، مستفيداً من إصابة كانيزاريس وغيابه عن النهائيات. وحضر كاسياس أساسياً في نهائيات كأس العالم 2002 و2006 و2010 ونهائيات أمم أوروبا 2004 و2008 و2012، وكان ضمن التشكيل الذي اختاره المدربون في 178 لقاء، لكنه لعب فقط 150، أكمل منهم 112 لقاء ودخل احتياطياً في 13 لقاء ولم يكمل 25 لقاء. وحقق كاسياس مع المنتخب الإسباني 110 انتصارات و26 تعادلاً و14 هزيمة في مشواره الحافل الذي توّجه بحمل كأس أوروبا مرتين في 2008 و2012 وكأس العالم 2010 ولقب أفضل حارس في العالم لخمسة أعوام متتالية.