الحديث عن الاشمغة والتجول في اسواقها يحتاج الى «فيش وتشبيه» على طريقة الاخوة المصريين، فهناك البصمات، وهناك سماسرة الموسم المتخفون ممن يهرّبون ماركات مقلدة، ولا اعرف ماذا تقلد، فهي قطعة قماش نُسجت عليها مربعات حمراء او بيضاء بالتتابع في واحدة من اكثر الصناعات سهولة واكثرها ربحية. تتغير عبوة الشماغ، فيقفز سعره الى الضعف، وتتمنى وانت تجول في اسواق الملابس ان يحذو تجار الشماغ حذو تجار العطور، فيبيعونك شماغاً (تستر) على طريقة العطر المخصص من الشركات المصنعة لتجربته و«شمه» من الزبائن، وبدلاً من ذلك يبيعه تجار العطور بسعر اقل، او يبيعون عطراً مخصصاً للبيع من دون عبوة كرتونية ايضاً بسعر اقل. وهناك انطباع لدى البعض بان عطور التجربة افضل من البضاعة المعدة للبيع، واذا صدق هذا الانطباع وطبقنا الفكرة على الاشمغة فيمكننا شراء شماغ افضل بسعر أقل والتفاوض مع البائع على انه ملبوس، وليس مضموناً، اي رأس لبسته او اي «طاقية» اعتلى. يوم العيد تشهد مهرجاناً للاشمغة يحيلك بالخيال الى مهرجان القبعات في مهرجانات سباق الخيل الانكليزية التي حتى «العربان» يذهبون اليها بقبعات غريبة تماشياً مع الحدث، فهناك عشرات الماركات نصفها نزل للاسواق منتصف رمضان فقط بكميات كبيرة ودعم قوي للبائعين الذين يقدم لهم مستوردوها ارباحاً تصل الى النصف في مقابل ارباح هامشية من مستوردي الماركات واصحاب اشمغة البحث والتحري اعلاه. وبالنسبة لمكملات الشماغ فقد اراحنا الاخوة الصينيون، فلم تعد الاخوات الاندونيسيات المتخلفات من الحج والعمرة يخطن الطواقي في حارات مكة القديمة لتصديرها لكل المملكة، فقد وجدن في سوق الخدمة المنزلية ارباحاً خيالية، وتراجعت الاردن عن مكانة كانت ستأخذها هي وباكستان في هذا المجال، فالاجتياح الصيني غلب «الكل»، وقدم المنتج مغلفاً في اكياس بلاستيكية، مرقمة بالمقاسات، فلا تعد تخلع وتلبس في المحل وامامه، وتطلع فضائح الصلع والقشرة او القصة التي تخبئها للسفر في العيد الى الديرة الفلانية. اما العقال، عقل الله على الجميع، فلا يزال الاخوة السوريون يسيطرون على سوقه، ونصفهم ترك حياكته الى عمالة في الغرف الخلفية، لكنهم لا يزالون افضل من يبيعه كونهم يفهمون الاخوة «الزكرت»، ويعطونك الانطباع وهم يقيسون حجم رأسك ويفركون العقال بالفرشات على «الدافور» الصغير بانك احد ابطال باب الحارة، لتندم ندماً شديداً على اتباعك لموضة صديقي «الريبراري» الذي حلق شاربه تماشياً مع الموضة، وهو لا يعرف الفرق بين «الجحة» وعلبة المناديل، فيما يتعلق بالسجالات الصحافية حول طوائف المجتمع الفكرية. اتمنى للجميع رحلات تسوق ممتعة. [email protected]