على رغم تباين وجهات النظر في بعض المواقف السياسية مع النائب بهية الحريري لا يسعنا إلا أن نشيد وننوه بموقفها الأخلاقي والأدبي الشجاع، الذي أفصحت عنه في ذكرى إعلان دولة لبنان الكبير، باعتذار صريح من الشعب اللبناني، لعدم استطاعتها القيام بواجبها الوطني، كنائب في البرلمان تقع على عاتقه مهام التشريع، ومراقبة أداء الحكومة ومحاسبتها في حال التقصير، وعزمها على إعادة كل ما تقاضته من أموال ومستحقات مالية، من دورة 2009 النيابية حتى يومنا هذا، وذلك لتأسيس صندوق القيم الوطنية «بحبك يا لبنان 2020». هذا المجلس المعطل العاجز عن أداء مهامه الوطنية وعن الانعقاد، بسبب التجاذبات والمناكفات السياسية والكيدية في الأداء والتعاطي مع الآخرين وعدم التوافق الوطني، والخلاف الكبير على الكثير من المواضيع السياسية المهمة والحساسة التي تمس سيادة الوطن وأمن وأمان ولقمة عيش المواطنين الأبرياء، هذا المجلس ليس أمام أعضائه إلا خياران: الاستقالة وبالتالي حل البرلمان، والخيار الآخر أي الحد الأدنى من الواجب الوطني الأخلاقي تجاه شعب لبنان، وهو الحذو حذو النائب بهية الحريري، في الاعتذار من الشعب اللبناني، وإعادة كل قرش أخذوه بغير وجه حق لمالية الشعب وخزينته، وذلك لتقصيرهم في أداء الواجب الوطني المطلوب منهم، وتقاعسهم في التشريع والمحاسبة والمراقبة، والذي على أساسه تم انتخابهم نواباً عن الشعب اللبناني، اذ لا يجوز مطلقاً في بلد يعاني من أزمات اقتصادية خانقة أن ينعم من كان سبباً في ما يعانيه جميع اللبنانيين من كوارث اقتصادية وتسيب أمني فاضح واضطرابات سياسية، بأموال وامتيازات لا يستحقها، تقتطع كضرائب مالية من المواطن اللبناني الكادح، ليأخذها حضراتهم، كما يقال بالدارج، على البارد المستريح. فمنهم من يقبضها وهو لا يعرف طريق البرلمان ولا حتى بابه، ومنهم من يقبضها وهو خارج لبنان للراحة والاستجمام (سياحة)، ومنهم من يقبضها وهو جالس في منزله، الذي لا يبعد سوى أمتار قليلة عن مقر البرلمان، على رغم أنه لا يحضر ولا يشارك في الجلسات إذا ما انعقدت، بذريعة الخشية الأمنية على حياته، وكأن حياته أغلى وأعز من أرواح وحياة جميع اللبنانيين. أيها النائب المحترم: الشعب اللبناني اختارك لتكون فدائياً تفديه بجسدك وروحك، لا كي تتوارى في منزلك، فحياتك ليست أغلى وأعز وأثمن من أرواح وحياة من استشهد من اللبنانيين الأبرياء، في الضاحية وطرابلس، في الجوامع والكنائس، في البر والبحر والجو، وهم يسعون جاهدين لكسب لقمة العيش الكريمة.