رفع علماء من 15 دولة عربية وإسلامية شاركوا في فعاليات مؤتمر «فقه الموازنات ودوره في الحياة المعاصرة»، الذي نظمته جامعة أم القرى ممثلة في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بمكةالمكرمة خلال الفترة من 2-4 أيلول (سبتمبر) الجاري، شكرهم وتقديرهم إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، والنائب الثاني المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأمير مقرن بن عبدالعزيز، لدعمهم هذا المؤتمر، سائلين الله لهم العون والتسديد وتمام العافية وأن يجزيهم على ما يقدمونه لخدمة العلم وأهله وما فيه نفع الإسلام خير الجزاء. وأكد البيان الختامي للمؤتمر الذي تلاه اليوم عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية الأمين العام للمؤتمر الدكتور غازي العتيبي، في حضور مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري عساس، أن المؤتمرين خلصوا إلى تعريف فقه الموازنات بأنه العلم بالأحكام الشرعية العملية التي لها حق التقديم على غيرها عند حصول التزاحم والتدافع بينها وعدم إمكان الجمع. وهو مسلك اجتهادي يقوم على ثلاثة أركان تتمثل في: الموازِن وهو المجتهد (فرداً أو جماعة)، الموازَن بينهما وهما مصلحتان متعارضتان أو مفسدتان متعارضتان أو مصلحة ومفسدة متعارضتان، إلى جانب الموازنة، عاداً المصالح والمفاسد من حيث رتبها ونوعها وقدرها وعمومها ودوامها ودرجة تحققه، وكذا العلم بالواقع ومعرفة الملابسات والعوارض التي تحف أفعال المكلفين وما ينزل بهم من حوادث وقضايا، واعتبار المآل بحيث يحصل اليقين أو يغلب على الظن حصول مصلحة راجحة أو مفسدة راجحة أو مساوية للمصلحة من الفعل. إنشاء مركز تميز بحثي لفقه الموازنات أوصى المشاركون في المؤتمر بإنشاء مركز تميز بحثي لفقه الموازنات يكون مقره كلية الشريعة في جامعة أم القرى يعنى بدرس فقه الموازنات ودوره في قضايا الأمة، وإنشاء وحدات خاصة في سائر الكليات الشرعية تُعنى بفقه الموازنات، تُدعم بالمراجع والأبحاث والأكاديميين المتخصصين والباحثين المتفرغين، إلى جانب إنشاء مجلة علمية محكمة خاصة بفقه الموازنات تحوي نتاج العلماء والفقهاء المعنيين بفقه الموازنات، لنشر ثقافة هذا النوع من الفقه وآلياته وأدواته بين الفقهاء والباحثين، وإقامة مؤتمرات عالمية وندوات وحلقات نقاش ودورات علمية مستمرة في فقه الموازنات وتطبيقاته المعاصرة علاوة على إرشاد طلاب الدراسات العليا إلى العناية بفقه الموازنات في أطروحاتهم العلمية، وتضمين الخطط الدراسية في الكليات والأقسام الشرعية مقرراً بعنوان: «فقه الموازنات». وكان المؤتمرون استعرضوا خلال أيام المؤتمر أكثر من 52 بحثاً وورقة عمل في تسع جلسات، أعدها علماء متخصصون وباحثون متمرسون من المملكة والكويت وقطر والبحرين واليمن ومصر والسودان والعراق والأردن وفلسطين وسورية ولبنان وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وباكستان وماليزيا، تناولت بيان حقيقة فقه الموازنات وبداية نشأته مصطلحاً علمياً له دلالته المحددة، ومعناه المتعارف عليه عند علماء الشريعة وتقرير الأدلة الشرعية والأصول المرعية التي ينبني عليها فقه الموازنات وتقوم عليها دعائمه وتنبثق منها تطبيقاته الفقهية، وإيضاح منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين في العمل بفقه الموازنات عند تزاحم المصالح والمفاسد.