اسمه جوناتان جيل وهو صاحب ورئيس دار «دوباي أند شالدبراند» للساعات السويسرية الفاخرة، وقد اقتناها في عام 2009 حين كان عمره 22 سنة متحولاً بالتالي إلى أصغر رجل أعمال عازب في ساحة الساعات السويسرية، إلا أن التحدي الذي رفعه لم يكن سهلاً نظراً إلى الوضع الاقتصادي الدولي الراهن من ناحية وثم لأن العلامة التي اقتناها كانت تمر بأزمة حادة في حين توليه زمامها. يروي جوناتان جيل كيف بدأت حكايته مع دار «دوباي أند شالدبراند» في قطر حين حضر معرضاً للساعات وتعرف في هذه المناسبة إلى سينيت روبير التي كانت تملك العلامة وتديرها، وذلك علماً أنها باتت المرأة الوحيدة حتى الآن التي ترأست علامة ساعات سويسرية راقية. وبعدما اكتشف جيل تفاصيل وخبايا هذه الدار من فم سينيت روبير شخصياً، فكر بجدية في أن يقتنيها وذلك على رغم بعض الصعاب المادية التي كانت تمر بها العلامة في ذلك الوقت، أي في عام 2009. وكان جيل يحلم منذ فترة لا بأس بها وعلى رغم حداثة سنه في اقتناء دار موجودة أصلاً وأثبتت قدراتها، فضلاً عن تأسيس علامته الشخصية والانطلاق من نقطة الصفر، وراح بالتالي يعرض على روبير شراء دار «دوباي أند شالدبراند» وعرف كيف يقنعها بصلاحية فكرته، ووُقّع العقد بعد اللقاء الأول بينهما في قطر بفترة وجيزة. والواقع أن جيل، وإن كان قد كبر في دنيا الساعات الفاخرة بفضل كون عائلته تحترف مهنة الساعات والمجوهرات منذ عشرات الأعوام، راح يتعلم التكنولوجيا في الجامعة ولم يكن يستعد للاحتكاك بمهنة الساعات من قريب أو بعيد. ويصرح جيل أنه وهو بعد في العشرين من عمره كان قد حضر ثماني دورات من معرض بازل السويسري للساعات والمجوهرات الراقية، وذلك بفضل انغماس عائلته في هذا المجال المهني، ويضيف أن فيروس الساعات قد أصابه فجأة في ما بعد ولم يترك له الخيار فأضطر لمغادرة عالم التكنولوجيا وتركيز اهتمامه على إدارة علامة ساعات فاخرة. وهكذا ولدت حكايته مع «دوباي أند شالدبراند» في قطر. ويعترف جيل بأنه فضل اقتحام ميدانه المهني الجديد من الأعلى ومن الباب العريض بدلاً من الدخول في خدمة دار وممارسة العمل فيها وتسلق سلم الخبرة إلى حين الوصول إلى منصب إداري، ذلك أنه لا يملك الصبر الضروري لهذا الشيء. وفي غمضة عين، صار الرجل يملك علامة مميزة ومعروفة في عالم الساعات السويسرية الفاخرة، ولكن بقي موضوع الرفع من شأن هذه الدار ثانية إثر مرورها بفترة حساسة على الصعيد المادي. ومن أجل أن يحقق هذه المعادلة، نقل جيل الدار من منطقة بون دي مارتيل إلى لا شو دو فون، وذلك بسبب تمركز خبراء الساعات الراقية في هذا المكان مما يسهل التعامل مع الغير وكذلك الحصول على اليد العاملة الماهرة في أي لحظة عند الحاجة إليها. والنقطة الثانية الأساسية التي يوضحها الشاب الناجح هي العمل على الطريقة اليدوية الحرفية وصنع ما لا يزيد على خمسة آلاف قطعة سنوياً مضمونة التوزيع والبيع بدل اعتماد سياسة الإنتاج الغزير، وذلك على الأقل إلى حين تحسن الأوضاع الاقتصادية العالمية.