موسكو، بكين، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب، «نوفوستي» - نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس، تكهنات بأن سفينة الشحن «اركتيك سي» التي خُطفت في نهاية تموز (يوليو) الماضي في المياه الاقليمية السويدية وعُثر عليها قبالة السواحل الافريقية، خلال إبحارها من فنلندا متوجهة الى الجزائر، تنقل صواريخ ارض - جو متطورة من طراز «أس-300» الى ايران. وكانت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية اوردت الاحد الماضي، ان سفينة «اركتيك سي» كانت تحمل صواريخ من طراز «أس-300» الى ايران، وليس شحنة من الأخشاب كما أُعلن رسمياً. ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية روسية وإسرائيلية قولها ان جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (موساد) ابلغ الحكومة الروسية بأن ضباطاً سابقين مرتبطين بعالم الجريمة، حمّلوا السفينة تلك الصواريخ خلال إصلاحها في مرفأ كاليننغراد الروسي، ما دفع موسكو الى التدخل و «إنقاذ» السفينة من الخاطفين. وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي بعد لقائه نظيره السلوفاكي ميروسلاف لاجاك، ان المعلومات عن «وجود صواريخ اس-300 في سفينة الشحن اركتيك سي، محض كذب». وأضاف أن روسيا ستدعو مسؤولين من مالطا للمشاركة في التحقيق، اذ أن السفينة كانت ترفع علم تلك الدولة، متعهداً بأن «كل ذلك سيُجرى بشفافية تامة، وسيُعلن عن نتائج كل التحقيقات الجارية في ملابسات اختطاف السفينة. آمل بأن يقتنع الكل بأن الاشاعات لا اساس لها». في الوقت ذاته، أعلنت النيابة العامة الروسية ان المحققين الروس الذين فتشوا «اركتيك سي» بعد اختفائها، لم يجدوا سوى اخشاب معلن عنها رسمياً في الوثائق الجمركية. وأضافت في بيان ان «المحققين يفتشون بدقة الشحنة الموجودة في السفينة: اخشاب النجارة. حتى الآن لم يتم العثور على اي بضائع اخرى غير تلك المصرح عنها»، مشيرة الى ان المحققين يواصلون تحرياتهم. وعلى صعيد الملف النووي الايراني، رفض لافروف اتهام اسرائيل وفرنسا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بإخفاء أدلة تثبت «عسكرة» البرنامج النووي الإيراني. وقال: «أدهشني اتهام بعض أعضاء الوكالة الذرية مديرها العام محمد البرادعي، بإخفاء معلومات معينة حول البرنامج النووي الإيراني عن أعضاء الوكالة. وأرى أن هذه التصريحات غير جائزة، ولم يتوافر لدى أي فرد على الإطلاق دافع للتشكيك في سعة الإطلاع العالية للبرادعي ومؤهلاته، وتلبيته كل شروط منصب المدير العام للوكالة». وأشار لافروف الى ان موسكو تلقت تأكيداً من طهران بأن الرد على اقتراحات الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا)، جاهز وسيقدم قريباً. وقال: «علينا جميعاً انتظار هذا الرد، وبعد ذلك سنحدد كيفية بلورة الشروط لاستئناف المفاوضات في شكل فعال وأكثر سرعة، اذ لا حل آخر غير ذاك السياسي الديبلوماسي». في بكين، قالت الناطقة باسم الخارجية الصينية جيانغ يو: «نرى انه في الظروف الحالية، علينا زيادة الجهود الديبلوماسية واستئناف المناقشات مع ايران». وأضافت ان «فرض عقوبات لن يساعد ولن يسهم في الجهود الديبلوماسية من اجل استئناف الحوار». جاء ذلك فيما نقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول سياسي إسرائيلي بارز قوله أن روسيا والصين رفضتا التعاون مع أي اقتراح طرحته الولاياتالمتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، لتشديد الضغوط على إيران، كما لم توافقا على فرض عقوبات جديدة عليها اذا فشل الحوار معها. في الوقت ذاته، أكد وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان واشنطن ما زالت تؤيد اعتماد الوسائل الديبلوماسية والاقتصادية، لمواجهة التحديات التي تطرحها ايران وبرنامجها النووي. وقال لقناة «الجزيرة» الفضائية ان «احدى الطرق لدفع الايرانيين الى تغيير مقاربتهم للمسألة النووية، هي اقناعهم بأن التقدم على هذا الطريق سيضر بأمنهم ولن يعززه». وأضاف: «لذلك، بقدر ما يعزز اصدقاؤنا العرب وحلفاؤهم قدراتهم الامنية وبقدر ما يعززون التعاون بين بعضهم بعضاً ومعنا، فإنهم يوجهون اشارة الى الايرانيين تقول ان الطريق الذي يسيرون عليه لن يؤدي الى تعزيز امنهم بل يمكن ان يضعفه».