قلل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أمام عشرات الآلاف في الضاحية الجنوبية لبيروت الذين يحيون ذكرى عاشوراء، من التهديدات الإسرائيلية بشن حرب ثالثة على لبنان ، مؤكداً أن صواريخ حزبه قادرة على الوصول إلى كل مكان في فلسطينالمحتلة. وقال نصر الله إن حزبه جزء من المعركة ضد التكفيريين في المنطقة. واعتبر نصر الله أن تهديدات الإسرائيليين للبنان والحديث عن حرب ثالثة، نابع من حرب نفسية "ولا ينبع من قوة بل يعبّر عن ضعفهم وعن خيبتهم، فهم يتحدثون عن قلقهم وعن خوفهم وخيبتهم وسقوط آمالهم". وقال إن تصور إسرائيل بأن "تطور الأحداث في سورية يمكن أن يشغل المقاومة ويستنزفها وأن الحزب مرتبك وبدأ يصاب بالضعف"، خاطئ، مؤكداً أن "المقاومة اليوم أشد عزماً وأقوى وأكثر يقيناً وأعلى تجربة وخبرة في مواجهة كل الأخطار وكل الحروب لذلك يجب أن نكون على أعلى درجة من الاطمئنان". وأكد الأمين العام لحزب الله، أن "كل ما سمعاه من تهديدات من حرب غزة إلى الآن، لا يقلقنا بل يزيدنا طمأنينة لأنه يكشف لنا قلق عدونا". وتوجّه إلى الإسرائيليين بالقول إنه في حال وقوع حرب ثالثة "عليكم أن تقفلوا مطاراتكم وموانئكم ولن تجدوا مكاناً على امتداد فلسطينالمحتلة لا تصل إليه صواريخ المقاومة الإسلامية في لبنان". ورأى أن ما يمنع إسرائيل من شن حرب على لبنان على الرغم من الحرب في سورية وانشغال جزء من مقاتلي الحزب هناك، هو إدراكها أن "المقاومة في لبنان عينها لم تغفل لحظة واحدة عن الحدود الشماليةلفلسطينالمحتلة وهي في أعلى درجات الجهوزية". وأشار إلى أن ما يحول دون شن إسرائيل حرباً جديدة، هو "الردع الذي تشكله المقاومة التي لا تقبل بأي استهداف أو خرق إسرائيلي لا في عدلون ولا في غير في عدلون وهي ترد والإسرائيلي يفهم ذلك". وتطرق إلى السياسات الإسرائيلية في القدسالمحتلة، وأعاد "ما تتعرض له القدس من تهويد والمزيد من الاستيطان وبناء مساكن للمستوطنين وتهجير سكانها الأصليين من مسيحيين ومسلمين وما يتعرض له المسجد الأقصى" إلى استغلال الإسرائيليين "انشغال العالم الإسلامي بمصائبه". ورأى أن مسؤولية حماية المسجد الأقصى تقع على المسلمين جميعاً وليس الفلسطيين وحدهم، معتبراً أن "أكبر عار يلحق أمة المسلمين أن تتعرض قبلتها الأولى لتدنيس وتهنيد"، داعياً منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية إلى التحرك لحماية المسجد الأقصى. وفي الموضوع السوري، قال نصر الله إن تطور الأحداث في سورية "يؤكد صوابية قرارنا وخياراتنا وبأننا قادرون على تحقيق الإنجازات ونحن الآن في قلب الإنجاز". وأضاف "حين نشارك السوريين في هذه المعركة فنحن إضافة إليهم ونحن الأصل"، متابعاً: "لنا الشرف أننا جزء من معركة الدفاع عن سورية". وقال الأمين العام لحزب الله إن حزب الله جزء من المعركة على التكفيريين في المنطقة التي وصفها بأنها "أكبر معركة تواجه منطقتنا"، وأضاف "لنا الشرف بأن قواتنا ستكون جزءاً من النصر الذي سيتحقق". وكان نصر الله يتحدث أمام عشرات آلاف الأشخاص الذين تدفقوا إلى الضاحية الجنوبية لبيروت لإحياء ذكرى عاشوراء تحت المطر، ووسط تدابير أمنية استثنائية نتيجة التوترات الأمنية التي يشهدها لبنان على خلفية النزاع في سورية المجاورة. وأقام الجيش اللبناني حواجز كثيرة على كل مداخل الضاحية، بينما أقفلت كل شوارع المنطقة بأسلاك حديدية لمنع مرور السيارات. وأقفل الشارع الرئيسي المؤدي إلى الضاحية بملالة للجيش، بينما أقفلت شوارع أخرى بشاحنات كبيرة. وفي الشوارع الداخلية، انتشر عناصر حزب الله بلباس اسود. وشهد لبنان منذ الصيف الماضي مواجهات بين مجموعات متطرفة سورية ولبنانية والجيش اللبناني في اكثر من منطقة. وتتهم هذه المجموعات الجيش بغض الطرف عن حزب الله الذي يتنقل عبر الحدود اللبنانية السورية بسلاحه ليقاتل داخل سورية الى جانب قوات نظام الرئيس بشار الأسد، في مقابل استهداف مجموعات متعاطفة مع المعارضة السورية والحركات المتطرفة في سورية، لا تحظى بغطاء سياسي في لبنان.