واصل الحكم الموقت في مصر تسديد ضرباته إلى جماعة «الإخوان المسلمين» على صعد مختلفة في ما يشبه خطة «اجتثاث». إذ أصدرت محكمة عسكرية أحكاماً مشددة في حق عدد من أعضائها في محافظة السويس، فيما أمر القضاء بوقف بث 4 قنوات فضائية وثيقة الصلة بها، أبرزها «الجزيرة مباشر مصر»، في خطوة فُسّرت بأنها تُفقد الجماعة أذرعها الإعلامية. وجاء ذلك في وقت كثّف الجيش المصري من هجماته في شبة جزيرة سيناء مستهدفاً بؤر مسلحين يتردد أن بعضهم على تحالف مع «الإخوان»، فقتل وجرح 23 منهم. وقضت محكمة عسكرية في السويس أمس على عضو في «الإخوان» بالسجن المؤبد (25 عاماً)، وبالسجن 15 عاما لثلاثة آخرين، وبالسجن بين 5 و10 سنوات على 48. واعتبر مصدر مطلع قريب من الحكومة أن الأحكام «دليل عملي على أن لا تسامح مع ما اقترفته جماعة الإخوان من عنف وجرائم». ودانت المحكمة المتهمين من أعضاء «الإخوان» أو المؤيدين للجماعة بحيازة أسلحة نارية واستعمال القوة والعنف والاعتداء على قوات الجيش وحرق مدرعات عسكرية وكنائس في السويس في 14 الشهر الماضي، عقب فض قوات الأمن اعتصامين لمؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في القاهرة. وتعد هذه الأحكام الأولى من نوعها منذ عزل مرسي، ويحق للمتهمين تقديم استئناف أمام المحكمة العسكرية العليا، وأكد بيان عسكري أن المحكمة العسكرية «كفلت الضمانات كافة للمتهمين ودفاعهم طبقاً لقانون الإجراءات الجنائية والاستماع إلى أقوال الشهود والاضطلاع على كل المستندات وملفات القضايا، وأعطت الفرصة كاملة لدفاع المتهمين حتى اطمأنت عقيدة المحكمة إلى حكمها»، وأشار البيان إلى أنه جرى ترحيل المدانين إلى السجون المدنية المختصة لتنفيذ العقوبة. ويأتي ذلك في وقت مضت السلطة أيضاً في طريق إغلاق المنابر الإعلامية الداعمة لمؤيدي مرسي، اذ أمرت محكمة القضاء الإداري بوقف بث قنوات «الجزيرة مباشر مصر» و «اليرموك» و «القدس» و «أحرار 25»، كما أمرت بإغلاق مقار كل هذه القنوات. وتعتبر هذه الأحكام واجبة النفاذ على الفور. واعتبرت المحكمة أن هذه القنوات «تعمدت نشر وبث الأكاذيب بعد أن ثار الشعب على جماعة الإخوان المسلمين ونظامها الحاكم وضللت كل من يشاهدها بتزييف الحقائق واختلاق الوقائع، فأشاعت الفتنة بين المصريين وأثارت الإشاعات التي تحرض على الوقيعة بين الجيش والشعب». ولم تتمكن جماعة «الإخوان المسلمين» وحلفاؤها في مصر من حشد تظاهرات قوية في فعالية أطلقت عليها «مليونية الانقلاب هو الإرهاب»، التي تتزامن مع مرور شهرين على عزل الرئيس السابق محمد مرسي، إذ لم تجد تظاهراتها أي صدى في أي من محافظات الجمهورية. وشددت السلطات الأمنية من إجراءاتها حول المنشآت المهمة واستعدت لإغلاق الميادين الكبرى في حال حاول المحتجون ليلاً الوصول إليها. في غضون ذلك، استمرت الحملة الأمنية التي تستهدف قيادات «الإخوان» في المحافظات، فأوقفت مساء أول من أمس وأمس عضو مكتب إرشاد الجماعة محافظ كفر الشيخ السابق سعد الحسيني، والقيادي في الجماعة محافظ المنيا السابق مصطفى عيسى، والقيادي في الإسكندرية المحامي خلف بيومي. كما أوقفت القيادي في «الجماعة الإسلامية» في المنيا ياسر زيدان. واستمرت الحملة الأمنية والعسكرية في سيناء، وأعلن الناطق باسم الجيش العقيد أحمد محمد علي أن قوات الجيش قتلت وأصابت 23 عنصراً مسلحاً في سيناء في هجوم على بؤر إجرامية في سيناء. وأوضح مصدر عسكري ل «الحياة» أن حملة بطائرات «الأباتشي» أسفرت عن قتل 8 مسلحين وجرح 15 آخرين، وتم توقيف 3 مسلحين أحدهما مصاب. وقال إن 4 طائرات للجيش قصفت مناطق عدة في مدينتي الشيخ زويد ورفح.