بعد عرض مسلسل البيئة الشامية «ياسمين عتيق» للمخرج المثنى الصبح والكاتب رضوان شبلي وبطولة سلاف فواخرجي وغسان مسعود وعلي كريم في الموسم الرمضاني الماضي، تحدث متابعون عن التشابه الكبير مع مسلسل «الحصرم الشامي» في جزئه الثالث الذي قدم قبل سنوات، وعرض على قنوات «أوربت» في شكل حصري، وحمل توقيع المخرج سيف سبيعي والكاتب فؤاد حميرة وبطولة عباس النوري وفارس الحلو ومكسيم خليل. وعلى رغم اختلاف الخط الاجتماعي والحبكة القصصية بين العملين إلا أن التشابه كان في الفترة الزمنية التي يتطرقان إليها (1830 و1840) والتي اتخذاها كخلفية توثيقية للأحداث، تبدأ بحكم الوالي رؤوف باشا، مروراً بحكم علو باشا، وسليم باشا، وصولاً إلى حملة إبراهيم باشا على دمشق مناهضاً للسلطنة العثمانية. وترصد الصراعات بين الأهالي والأغوات خلال تلك المرحلة التاريخية التي تأتي كإطار زمني لكثير من الحكايات، إضافة إلى حضور لافت لفتيات «خان الدكة» في العملين. وإضافة إلى التشابه التاريخي حضرت شخصيات متطابقة، منها شخصية السلطان الجوربجي الداراني والتي أداها فادي صبيح في «ياسمين عتيق»، وعباس النوري في «الحصرم الشامي». فضلاً عن ذلك جاء التشابه في الديكورات والأماكن لافتاً، في حين كان التشابه في الأزياء واضحاً في شكل كبير، وكأن العملين استخدما المستودع ذاته، واستعانا بمصمم الأزياء نفسه. هذا التشابه دفع عدداً من المتابعين لاتهام الكاتب شبلي والمخرج «الصبح» بسرقة الطرح والأفكار وطريقة التقديم، من الكاتب حميرة والمخرج سبيعي. ومما لا شك فيه أن الصورة التي ظهر بها «ياسمين عتيق» تفوقت على تلك التي ظهر بها «الحصرم الشامي» بخاصة أن الفارق الزمني بين إنتاج الاثنين 5 سنوات، ما أتاح للتقنيات الفنية بالتطور، إضافة إلى تطور العاملين في هذا المجال، وتجنب الوقوع في الثغرات التي وقع بها العمل الأول. ولكن يبقى مسلسل «الحصرم الشامي» متفوقاً فكرياً وعلى مستوى الطروحات ويعد إحدى ظواهر الدراما السورية التي قدمت كما «ياسمين عتيق» صورة مغايرة لأعمال البيئة الشامية الأخرى مثل «باب الحارة» و «الدبور» و «أهل الراية»، والتي تعرضت لكثير من الانتقاد على المستوى الفكري والتاريخي. وكما يبدو أن التشابه سيستمر بين العملين حتى على مستوى الأجزاء، إذ علمنا أن مسلسل «ياسمين عتيق» في طريقه ليكون في ثلاثة أجزاء، كما سابقه «الحصرم الشامي» الذي قدم في ثلاثة أجزاء كان آخرها عام 2009. لكنّ العملين سيفترقان تاريخياً، فبعدما قدم «الحصرم الشامي» في جزئه الأول الفترة التاريخية بين عامي 1741 حتى 1762، وفي جزئه الثاني والثالث انتقل مئة عام إلى 1830، فإن «ياسمين عتيق» سيرصد في جزئه الثاني الفترة من 1841 حتى 1851 بينما يمتد الجزء الثالث عشر سنوات أخرى ما بين 1851 حتى 1861، وسيعرض الثاني في رمضان 2014 على أن يعرض الثالث في 2015، مع استمرار أبطال العمل السابقين وانضمام نجوم جدد.