يسود الصمت في أروقة "البيت الأبيض"، في الوقت الذيأعربت فيه ألمانيا وبريطانيا عدم استعداداهم للدخول في توجيه ضربة عسكرية إلى سورية. وفيما استبعد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند توجيه الضربة إلى سورية في أي يوم قبل الأربعاء المقبل، لا يزال الرئيس باراك أوباما صامتاً. والثابت الوحيد والمؤكد أن بعثة "الأممالمتحدة" تعود غداً من سورية إلى نيويورك بعدج انتهاء المهمة الموكلة إليها. تشخص أنظار العالمين العربي والدولي إلى مواقع القرار، والى واشنطن تحديداً، للرد على تساؤلات عمت حتى الشوارع: هل هناك ضربة لسورية حقاً أم لا؟، ومتى سيكون الموعد؟. ويبقى الانتظار وحده يحمل ثقل الموقف. البعثة عائدة يغرد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ومجلس الأمن بعيداً من القرار في انتظار عودة الفريق الدولي ودرس الاحتمالات. اذ انتهت جلسة مجلس الأمن ليل أمس، من دون أي اتفاق حول الملف السوري. وردت بريطانيا رئيس وزرائها دافيد كاميرون خائباً بعد أن صوت مجلس العموم البريطاني ضد قراره الراغب في مشاركة أميركا بمعاقبة النظام السوري. في واشنطن، يواجه اوباما مقاومة صلبة يشنّها أعضاء في "الكونغرس" لأي "تحرك أحادي عسكري ضد سورية". كما أبدى عدد من القادة العسكريين الأميركيين "تحفظّاً" على توجيه الضربة، بحسب ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست". وقال الرئيس السوري بشار الأسد في رد على ما يتم تناقله حول الضربة "المحتملة" ضد سورية، إن بلاده "ستدافع عن نفسها أمام أي عدوان"، واستبق وزير الخارجية السوري وليد المعلم، تقرير المفتشين، متصلاًً ببان كي مون، مؤكداً أن "دمشق ترفض أي تقرير جزئي يصدر عن الأممالمتحدة قبل إنجاز البعثة لمهامها، ونتائج التحاليل النهائية". كاميرون "المُحرج" وهولاند "الحازم" فاجأ مجلس العموم البريطاني رئيس وزراء بلاده دافيد كاميرون برفضه مذكرة تقدمت بها الحكومة لتبرير توجيه ضربة إلى سورية، والتي أكد كاميرون فيها أن "النظام السوري شن هجوماً كيماوياً في 21 آب/أغسطس، إلا أنه أقر بأن "مسؤولية هذا النظام غير مؤكدة بنسبة 100%". وفيما أسف كاميرون لرفض مجلس العموم البريطاني ، أكد أنه "لم يتحدث إلى أوباما منذ المناقشة البرلمانية والتصويت"، وتوقع "التحدث إليه غداً أو نحو ذلك"، موضحاً: "لا أظن أنني مضطر للاعتذار". وردّاً على الموقف البريطاني أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أنه لا يستبعد "توجيه ضربات جوية إلى النظام السوري"، مؤكداً أن "رفض مجلس العموم البريطاني المشاركة في العملية العسكرية، لن يؤثر على موقف فرنسا الداعي إلى تحرك متناسب وحازم ضد دمشق". روسياوألمانيا: لا للضربة وبعد أن أرسلت وزارة الدفاع الأميركية مدمرة خامسة إلى قبالة السواحل السورية، أعلن مسؤول أميركي أن "البيت الأبيض سينشر تقارير غير سرية عن الهجوم الكيماوي"، إلا أنه لم يصدر أي تأكيد "مباشر" لتوجيه الضربة أو توقيتها. واتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في اتصال هاتفي، على "ضرورة درس مجلس الأمن الدولي لتقرير المفتشين". وحذر "الكرملين" من أن أي تدخل عسكري في سورية سيوجه "ضربة خطيرة" للنظام العالمي القائم على الدور المركزي للأمم المتحدة، وحسم وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي موقف بلاده بالقول إن بلاده "لن تشارك في عملية عسكرية في سورية". 50% من الأميركيين ضد الضربة وفي حين قدمت الإدارة الأميركية للمشرعين الأميركيين، ما وصفتها بأنها "أدلة جديدة"، لمسؤولية الحكومة السورية عن الهجوم "الكيماوي" المزعوم، عبر 50% من الأميركيين عن رفضهم أي تحرك عسكري من بلادهم ضد سورية. *إعداد