صرف قاضي المحكمة الإدارية في الرياض خلال الجلسة الثانية التي عُقدت أول من أمس، النظر في القضية المرفوعة ضد وزارة الصحة من أسرة الطفلة رهام الحكمي (12 عاماً) على خلفية نقل دم لها ملوث بفايروس الأيدز إثر خطأ طبي في مستشفى جازان العام، فيما أعلنت وزارة الصحة أمس عدم إصابة الطفلة الحكمي بفايروس الأيدز بعد اتضاح نتائج الاختبارات المنفذة في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض، والمختبرات المرجعية في الولاياتالمتحدة الأميركية. وكشف المستشار بمكتب الحكمي للمحاماة - الذي تولى الدفاع عن الطفلة - ناصر الحربي ل«الحياة» أن قاضي المحكمة الإدارية صرف النظر عن القضية بحجة عدم الاختصاص، وأن الهيئة الشرعية الطبية هي الجهة المخولة بالفصل في القضية، للنظر فيها بعد صدور حكم «الهيئة» في حال لم يقتنعوا بالحكم. وأكد المستشار ناصر الحربي أن القضية المرفوعة ضد وزارة الصحة في المحكمة الإدارية هي للمطالبة بالتعويضات المالية في مقابل الآثار النفسية والمعنوية التي لحقت بالطفلة رهام وأسرتها، بعد أن تعثرت الهيئة الشرعية الطبية في منطقة عسير بتحديد موعد للجلسة حتى الآن، مبررة هذا التأخير بعدم حصولها على تقرير طبي مفصل عن الحال الصحية للطفلة من مستشفى الملك فيصل التخصصي حتى تنظر في القضية. وأضاف الحربي أن النظر في قضية الخطأ الطبي هي من اختصاص الهيئة الشرعية الطبية، بينما التعويضات من اختصاص المحكمة الإدارية إلا أن القاضي رفض وصرف نظر عن القضية، موضحاً أنه قال للقاضي أثناء الجلسة التي لم يتغيب عنها مندوب وزارة الصحة: «إن أمنيتهم شفاء الطفلة، لكن مطالبنا بالتعويضات جراء ما لحق بها من ضرر، وشهرتها بطفلة الأيدز». وأفاد ناصر الحربي بأن والدة الطفلة التي ترافقها في المستشفى منذ دخولها نقلت مساء أول من أمس إلى قسم الطوارئ بعد تعرضها لانخفاض حاد في ضغط الدم جراء الضغوطات النفسية التي واجهتها خلال الفترة الماضية. وكانت الطفلة رهام الحكمي تعرضت لنقل دم ملوث بفيروس الأيدز بمستشفى جازان العام في 11 شباط (فبراير) الماضي، بخطأ طبي بينما كانت تعاني من الأنيميا المنجلية في محاولة لتحسين حالتها الصحية، ونقلت بعد اكتشاف الخطأ إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض ولا تزال تحت الملاحظة حتى لحظة إعداد هذا الخبر. واتخذت وزارة الصحة إثر قضية الطفلة رهام الحكمي، قرارات عدة لإخماد غضب الشارع السعودي من خلال إعفاء قياديين من مناصبهم في «صحة جازان» إلى جانب طي قيد الفني الذي نقل الدم الملوث للطفلة. من جهتها، أعلنت وزارة الصحة أن جميع الاختبارات الدقيقة التي أجريت في كل من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض والمختبرات المرجعية في الولاياتالمتحدة الأميركية - إضافة إلى الاختبارات التي أجراها فريق الخبراء في مرض الأيدز في مستشفى البريغهام اند وومّن التابع لكلية هارفارد الطبية، جامعة هارفارد الأميركية - أظهرت عدم وجود أي علامات للإصابة بفايروس الأيدز لدى الطفلة السعودية التي نُقل لها دم ملوث بفايروس الأيدز قبل ستة أشهر. عدم إصابة الطفلة الحكمي بفايروس الأيدز ببعد اتضاح نتائج الاختبارات المنفذة في كل من مستشفى الملك فيصل التخصصي، ومركز الأبحاث في الرياض، والمختبرات المرجعية في الولاياتالمتحدة الأميركية، إضافة إلى الاختبارات التي أجراها فريق الخبراء في مرض الأيدز في مستشفى البريغهام اند وومّن البريطاني. وأوضحت «الصحة» أن تشخيص حالة نقل الدم الملوث وبدء العلاج الواقي المبكر ضد فايروس الأيدز وإعطاء الأدوية المضادة للفايروس تحت المراقبة الدقيقة من الفريق الطبي في كل من جازان والرياض قد منع حدوث الإصابة. وعلى رغم أن الفحوص الأولية أظهرت وجود مضادات للفايروس منقولة من المتبرع المصاب بفايروس الأيدز، إلا أن هذه المضادات بدأت بالانخفاض التدريجي ومن ثم اختفت تماماً من دم الطفلة، وهو ما يثبت عدم حدوث الإصابة. وقالت وزارة الصحة إنه ستتم متابعة الطفلة بعد خروجها من المستشفى لمتابعة صحتها العامة من رئيس قسم الأمراض المعدية، قسم الأطفال بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث البروفيسور سامي الحجار، وخبير الوقاية والعلاج لمرض الأيدز من مستشفى بريغهام آند وومن، كلية هارفارد الطبية، جامعة هارفارد، بوسطن ماستشوستس، الولاياتالمتحدة الأميركية الدكتور تيموثي هنريك.