«طريق الموت، خط التهريب، درب الخطر» كلها مسميات أطلقها أهالي المدينةالمنورة على أحد الطرق الذي سجل حوادث مرورية عدة راح ضحيتها أشخاص كُثر، نظراً إلى افتقاره لمقومات السلامة المرورية، وضيقه وتآكل أطرافه، إضافة إلى المنعطفات والمنحدرات الخطرة. ويخدم طريق «ضبوعة» الذي يقع غرب المدينةالمنورة ويمتد لنحو 35 كيلو متراً عدداً من القرى التابعة للمنطقة، بيد أن مرتاديه يخشون من المجهول والمخاطر التي تحدق بهم أثناء عبورهم فيه، جراء كثرة الجمال السائبة من دون وجود حواجز لمنعها من دخول الطريق، زحف الأتربة عليه، وجود منعطفات ومنحدرات خطرة، إضافة إلى عدم وجود شبكات اتصال لطلب النجدة والإبلاغ عن حادثة مرورية في الطريق. وقامت «الحياة» بجولة على طريق «ضبوعة» الذي يمتد من تقاطع الطريق مع الدائري الثالث وطريق الإمام مسلم، ولاحظت عدم وجود إشارات أو إرشادات مرورية توحي بوجود التقاطع، الأمر الذي استدعى كثيراً من سالكيه إلى تقديم شكوى من أجل وقف نزيف الحوادث التي تقع في التقاطع، وبخاصة أن الدائري الثالث يعتبر المنفذ الوحيد للشاحنات القادمة من طريق تبوك إلى طريق المدينة - ينبع السريع، إضافة إلى المنطقة الصناعية. وكشفت الجولة عن وجود مجرى سيل كبير محاذ للطريق على امتداد أكثر من ثلاثة كيلو مترات، ولا يوجد حاجز بينه وبين الطريق، لتأتي بعده المنعطفات والحفر على جنبات الطريق، إضافة إلى تآكل أطراف الطريق وسط غياب أعمال الصيانة، انتشار الجمال السائبة التي تتغذى على الحشائش المتناثرة في الطريق، وسوء طبقة الأسفلت والردم أثناء الإنشاء. وطالب مرتادو الطريق في حديثهم إلى «الحياة» الجهات المعنية بسرعة التدخل لإعادة إنشاء الطريق أو صيانته وتوسعته، وعمل حواجز أمنية على جنباته، إذ شدد المواطن داخل المحمدي على ضرورة تدخل أمانة منطقة المدينةالمنورة لصيانة الطريق، وعمل حواجز له، لمنع سقوط المركبات في الأودية المحاذية للطريق، إضافة إلى توسعة الطريق نظراً إلى ضيقه. وأكد المحمدي وفاة عدد من أقاربه خلال سيرهم في الطريق، جراء ارتطام مركباتهم بالجمال السائبة على الطريق، أو من خلال الحفر المنتشرة على جنبات الطريق. من جهته، يروي المواطن عبدالله محمد قصة حادثة مرورية لأحد أقاربه الذي سقط في أحد الأودية المحاذية للطريق، ووقعت عليه المركبة، إذ حاول أحد المارة إنقاذه بيد أنه لم يستطع، وسار لأكثر من 10 كيلو مترات من أجل طلب المساعدة لإنقاذ قريبه، إلا أنه فارق الحياة قبل إنقاذه، مشدداً على ضرورة إزالة الحفر، وردم جنبات الطريق، درءاً للمخاطر التي تصطاد سالكيه. بدوره، يقول إبراهيم الحربي إن طريق «ضبوعة» يعد من أخطر الطرق التي يرتادها، كونه طريقاً زراعياً ويفتقد مقومات السلامة المرورية، وبخاصة منطقة التقاطع مع الدائري الثالث وطريق الإمام مسلم الذي يشهد حوادث مرورية تؤدي إلى الوفاة، مستنكراً عدم تحرك الجهات المعنية لإنشاء إشارات مرورية أو مطبات اصطناعية في التقاطع، رغم كثرة الحوادث به. وسبق أن أقر المجلس البلدي في منطقة المدينةالمنورة خلال جلسته التاسعة العام الماضي مناقشة مشكلة تقاطع شارع الإمام مسلم مع الدائري الثالث ومعالجة الوضع، نظراً إلى كثرة الحوادث، إذ وجه أمين منطقة المدينةالمنورة بسرعة حل مشكلة التقاطع ومعالجته بحسب ما جاء على لسان رئيس المجلس البلدي الدكتور صلاح الردادي، بيد أنه ومنذ ذلك التاريخ لم تظهر أية معالجة للتقاطع، رغم وقوف إدارة مرور المنطقة وأمانة المدينة والمجلس البلدي عليه أكثر من مرة.