شغل المخرج المسرحي عصام السيد الحائز درع التفوق في الفنون لهذه السنة، مواقع عدة في مسرح الدولة منها مدير المسرح الكوميدي والثقافة الجماهيرية والبيت الفني للفنون الشعبية. ويرفض السيد مقولة ان العمل الوظيفي يلجم قدرات الفنان الإبداعية ويضيّع وقته وجهده، ويقول: «عندما أكون في قلب منظومة الفن وألمس مشاكل الفنانين وأيضاً الفنيين من مسؤولي الديكور والملابس وخشبة المسرح وفي الوقت نفسه لدي صلاحية اتخاذ القرار، أعتقد أن ذلك يصب في مصلحة المسرح». ويلفت إلى أنه عندما تولى مسؤولية المسرح الكوميدي من العام 1995 إلى العام 2003 عمل «على أن يصبح المسرح الكوميدي مركزاً ثقافياً يعنى بالكوميديا بكل أشكالها وأنواعها. فجاءت العروض المسرحية الناجحة التي استمر عرضها مواسم عدة، مثل «رصاصة في القلب» للمخرج الذي فقدناه أخيراً حسن عبدالسلام، و»اللهم اجعله خير» لمحسن حلمي و»مساء الخير يا مصر» لمحسن مصيلحي و»البخيل» من المسرح العالمي لموليير وإخراج خالد جلال. ويضيف: «العمل المسرحي ليس مجرد عرض على خشبة المسرح، وإنما ثقافة درامية وفنية لإيجاد كوادر وصقل مواهب وتحريك وعي الجمهور». وعن النظرة النمطية إلى مسرح الدولة كونه مسرح الصوت العالي والمواعظ أو أن عروضه تتوجه إلى فئة معينة من الجمهور الذي يملك حساً فنياً ووعياً ثقافياً، يرى السيد أن من يردد هذه الإدعاءات هم أناس لا يشاهدون مسرح الدولة. ويقول: «صحيح أن المسرح المصري له دور إجتماعي وسياسي وتربوي، لكن الفن والمسرح خصوصاً عنوانهما الامتاع والفرجة، وأعتقد أن هناك عروضاً كثيرة تحقق هذه المعادلة، ويمكن أن أزعم أن مسرحية «أهلاً يا بكوات» من هذه النوعية». وعن حال المسرح في الوقت الراهن يشير الى أنه مربوط بإيقاع الأحداث السياسية الدراماتيكية، «وهناك صعاب في خروج أسرة إلى المسرح، إلا إذا كان هناك نجم كبير ترغب في مشاهدته. وللأسف هناك اتجاه الآن للاستعانة بأنصاف نجوم يتقاضون أجوراً كبيرة ولا يستطيعون جذب الجمهور. وهناك خطيئة أخرى وهي إنهاء العروض الناجحة لأنها محددة بليالي عرض محددة، وهو أمر لا أفهمه على الاطلاق». وحول إشرافه على مخرجي مركز الإبداع الذين قدموا عروضاًَ مميزة في الفترة الماضية يقول: «مهمتي في المركز إقامتي ورش لهؤلاء المخرجين ومحاولة اكتشاف أفضل ما لديهم من أساليب وميول، ولا أحاول أبداً أن يتأثروا بأسلوبي الخاص ولذلك تجد أن عروض المركز مختلفة بعضها عن بعض ولا تتشابه». أما عن جوائز الدولة فيتمنى السيد أن يكون هناك اهتمام أكبر بفروع الفنون، «فلا يمكن أن تخصص جائزتين فقط لهذه الفروع، فيما هناك فنانون على مستوى رائع في الموسيقى والباليه والمسرح والسينما. وهذا العام ترشح 20 فناناً للجائزتين، وبالتالي لم ينلها فنان مثل عازف الكمان القدير حسن شرارة».