وصف الباحث المترجم السعودي عبدالعزيز المبارك التراجم الموجودة للقرآن الكريم بافتقارها إلى الدقة، وأنها لا تعدو كونها تفاسير وترجمة لبعض المعاني المحتملة للقرآن وليست ترجمة لنص القرآن الكريم. وطالب المبارك بمزيد من الاهتمام بترجمة القرآن للغة الانكليزية كونها اللغة السائدة في العالم طوال القرون الثلاثة الماضية، داعياً العرب إلى أن يوجدوا ترجمة نصية صحيحة للقرآن الكريم والحديث الشريف. وطالب المبارك كل من يستطيع المساهمة في نشر وإخراج ترجمته «النصية» للقرآن الكريم، التي وصفها ب«الفريدة والتاريخية»، من البلد الذي احتضن الرسالة الإسلامية، لكي لا يضطر إلى الاتجاه إلى ناشرين من لبنان والولايات المتحدة الأميركية، وكان ذلك خلال محاضرة «الترجمة النصية للقرآن الكريم» التي أقامها نادي المنطقة الشرقية أخيراً. ورأى المبارك في الندوة التي أدارها محمد الدميني، أن الرسول الكريم أدى الأمانة وبلغ الرسالة على أكمل وجه، وهذه الرسالة يجب عند سماعها نقلها كما هي لأن كلام الله موزون بمنتهى الدقة، والحركة في اللغة العربية تغير المعنى، مضيفاً أن القرآن الكريم لا يوجد به أي مترادف في حين تعتمد معظم التراجم على تحوير الكلمة إلى ما يرونه مرادفاً لها. وعبر المبارك عن استيائه من غياب الترجمة النصية للقرآن الكريم، على رغم وجود المراكز العلمية الإسلامية والجامعات الإسلامية، مبيناً حجم المعاناة والألم اللذين وجدهما خلال عرضه لتفسيره النصي على المراكز العلمية العربية، إذ اكتشف غياب المختصين وضعفهم في معظم هذه المراكز. ووصف معظم التراجم الموجودة بأنها أقرب للتفسير لأنها أهملت النص والصيغة وسجلت زيادةً ونقصاناً وتحويراً لمعاني القرآن وجاء بعضها بعكس ما جاء به القرآن، مشيراً إلى أن الترجمة يجب أن تنقل كلاماً مقيداً مكتوباً من لغة إلى أخرى، وأن تتقيد بالنص والصيغة فلا تنقص ولا تزيد. وأكد أنّ إنجاز ترجمته استغرق سبع سنوات وضع خلالها بعض القواعد والأساسيات التي ينبغي أن يلتزم بها المترجم في الترجمة. يذكر أن المبارك ولد في الأحساء عام 1933، وحصل على البكالوريوس في القانون الدولي، والماجستير في الاقتصاد. عمل في شركة «أرامكو السعودية» على مدى 40 عاماً شغل خلالها منصب مدير إدارة الخدمات الحكومية في الشرقية.