تشرد مئات من الأشخاص في ميانمار أمس، بعدما أحرق حوالى ألف من مثيري الشغب المعادين للمسلمين منازلهم في منطقة ساغينغ (وسط)، في فصل جديد من أعمال العنف الطائفية في هذا البلد ذي الغالبية البوذية، والذي شهد مقتل عشرات في منطقة مكتيلا بأعمال عنف استهدفت المسلمين في آذار (مارس) الماضي. وقال ميينت ناينغ، النائب عن حزب «الرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية» بزعامة المعارضة أونغ سان سوتشي: «عاش هؤلاء بسلام منذ سنوات، وشاهدوا للمرة الأولى أعمال عنف في منطقتهم التي كانت في منأى عن الاضطرابات». ووضعت السلطات مدرسة في تصرف اللاجئين، فيما عاد الهدوء إلى ساغينغ أمس، فيما تحدثت صحيفة «نيو لايت أوف ميانمار» الرسمية عن اعتقال 12 شخصاً. واندلعت أعمال الشغب ليل السبت الماضي، إثر اعتقال مسلم مشبوه في محاولة اغتصاب بوذية في قرية كنبالو بالمنطقة. وحين رفضت الشرطة تسليم الرجل إلى حشد ضم رهباناً بوذيين، هاجم أشخاص منازل ومتاجر يملكها مسلمون. وتطرح أعمال العنف الطائفية ضد المسلمين تساؤلات حول الإصلاحات التي تجريها حكومة ميانمار التي خلفت المجلس العسكري المنحل عام 2011. وعلّق الراهب البوذي المتطرف ويراتو، المتهم بتأجيج العنف عبر خطابات قومية وتحريضية ضد الإسلام، على الحادث الجديد باستخدام لفظة «كالار» المسيئة للإشارة إلى المسلمين، معلناً أن أعضاء هذه الطائفة «مثيرو أعمال شغب»، ما يزيد الخطاب المعادي للمسلمين والمتفشي في بورما. وحصدت أعمال عنف طائفية في العام الماضي أكثر من 200 قتيل و140 ألف مهجر في ولاية راخين التي تسكنها أكثرية من الروهينجيا الذين تعتبرهم الحكومة مهاجرين غير شرعيين من بنغلادش. وألقت هذه الأحداث الضوء على معاداة خفية للمسلمين الذي يشكلون نسبة 4 في المئة من السكان.